برهنت قضية سحر النصر على أننا نعشق الضوضاء والضجيج المفتعل، وإلا فماذا يعني أن يزج بمعتقد ديني خطير كهذا، ويتم التعريض باسم إنسان بريء لمجرد تغريدات شخصية عبر حساب شخصي في موقع تواصل اجتماعي (مع كامل الاحترام لشخص المغرد) لتصبح قضية رأي عام تلوكها الألسنة والعامة في كل مجلس وقناة متبادلين التهكم تارة واتهامات الخروج عن الملة تارةً أخرى؟
وكأني بنا كمتابعين ومعنا نادي النصر لم نصحُ من الغفلة التي كنا بها حول سذاجة ما شغلنا به وخطورته في نفس الوقت إلا بالأمس حين قرر النصراويون مقاضاة صاحب التغريدات وملاحقة كل مسيء مس كيانهم حين تداول هذا الموضوع، وذلك لحفظ حقوق الكيان ومنسوبيه أياً كان مستوى تمثيلهم، وأظنه القرار العادل الذي ليس له عدو أو خصم فيجب أن يفرح به كل منصف واثق من عمله ومصدره لأن القضاء هو المكان الأنسب لإنصاف الجميع بدلاً من طريقة تقاذف الكلام التي لا تليق بديننا أو وطننا ولا بما نتشدق به من خصوصية.
فخلال ذلك الصخب رسب (غالبنا) بالتعاطي مع حدث ليس له أي علاقة بما اجتمعنا من أجله في هذا الوسط، ولذا أتمنى أن تكون إدارة النصر بقرار التوجه للقضاء قد وُفقت في قيادتنا جميعاً نحو علاج جذري لإغلاق ملف هذه القضية وباقي ملفات الصخب الفارغ التي لا تقدم ما يجدي أو نجني منها ما يفيد.