تسبب توجّه المزارعين إلى المحاصيل ذات العائد السريع، وقلة المياه الجوفية إلى تراجع نجران عن تصدير الحمضيات إلى مناطق المملكة والخارج، وأصبحت المنطقة مستوردة للمحصول من تبوك والأردن، فيما طالب المزارعون والمتهمون بزراعة الحمضيات في نجران بإيجاد الحلول لإعادة زراعتها في المنطقة، إذ أُطلق عليها برتقالة الصحراء لوفرة وجودة إنتاجها.

إهمال المزارعين

يقول المزارع محمد آل عباس، إن السبب الرئيسي في قلة إنتاج الحمضيات النجرانية إهمال المواطنين أنفسهم، فلم يعد لدى الغالبية توجه للزراعة، فاندثرت بشكل غريب، إذ توجّه غالبهم بشكل كبير إلى زراعة المنتجات سريعة الإنتاج، والتي تزرع على مدار العام تقريبا، مثل الخضروات كالطماطم والخيار والجزر والكوسة والباذنجان، وهي بالنسبة لهم سريعة الربح المادي، وهذا أدى إلى إهمالهم الحمضيات، ونحن نسعى جاهدين إلى إعادتها بشكل أسرع لاهتمامنا البالغ في الوقت الحالي بها، خلال زراعتها في مشاتل خاصة.

استيراد الحمضيات

أضاف آل عباس أن غالب الحمضيات المتوفرة في منطقة نجران يتم استيرادها من مزارع تبوك والأردن، إذ تفوّقت كثير من محافظات المملكة في زراعة حمضيات نجران بشكل كبير، مستغربا من إقامة مهرجان للحمضيات في منطقة نجران، في ظل شحها وقلة إنتاجها بالمنطقة.

تهجين

يضيف المزارع ناصر جلباب، أن جشع غالب المزارعين جعل الحمضيات مهجّنة، خصوصا البرتقال الصيفي النجراني، وأبوصرة، واليوسفي، إذ أدخل البعض عليها مادة التهجين فهجّنوها بالبرتقال الباكستاني واليوسفي المغربي، بغرض الكسب المادي، مما جعلهم يهملون منتج المنطقة الشهير.

قلة المياه

المزارع فهد آل نعمان قال، إن قلة إنتاج الحمضيات في منطقة نجران يعود إلى قلة المياه الجوفية في كثير من المزارع، بل وانعدمت في غالبها، وللأسف لم نجد للبستنة تفاعلا، خصوصا أن دورهم أساسي في ترشيد وإعانة المزارعين في ذلك، من تسهيل المهام لهم لزراعة الحمضيات.

موجة الجفاف

أوضح مدير مركز أبحاث البستنة في نجران المهندس سالم بالحارث لـ«الوطن» أن نجران -لسنين طويلة- كانت تعدّ سلّة حمضيات المملكة، ولكن في السنوات الأخيرة قلّ بشكل كبير إنتاج البرتقال، ومع إنتاج كميات قليلة من الحمضيات كانت وما تزال منطقة نجران منتجة للحمضيات.

وأضاف بالحارث، أن السبب الرئيسي لتراجع زراعة وإنتاج الحمضيات بالمنطقة، هو موجة الجفاف التي مرّت بها المنطقة، مما أدى إلى نضوب المياه في كثير من الآبار الزراعية، وانخفاض مناسيب المياه الجوفية، وبالتالي ارتفاع درجة الملوحة في مياه الري وانخفاض جودتها، خاصة أن أشجار الحمضيات من النباتات الحساسة للملوحة، والتي تؤثر على نموها وإنتاجيتها.

وأوضح بالحارث، أنه سبق أن تم توزيع ما يزيد على مليوني شتلة حمضيات بمنطقة نجران هلك معظمها بسبب الجفاف، وفي حال هطول الأمطار بالكميات المناسبة وجريان السيول وتغذية الآبار الجوفية، ستعود زراعة الحمضيات بالمنطقة كما كانت في سابق عهدها، إذ لدى مركز أبحاث البستنة المقدرة على إعادة نشر وتوزيع أشجار الحمضيات على المزارعين حسب رغبتهم، وكذلك تزويدهم بالمعلومات والإرشادات اللازمة للممارسات الزراعية السليمة في زراعة الحمضيات.

من أسباب تراجع إنتاج الحمضيات

التركيز على المحاصيل ذات العائد السريع

قلة المياه الجوفية في كثير من المزارع

ارتفاع درجة الملوحة في مياه الري

الحلول

تخزين مياه الأمطار بكميات مناسبة

إعادة نشر وتوزيع أشجار الحمضيات

تزويد المزارعين بالمعلومات والإرشادات اللازمة