اعتبرت مجلة «نيوزويك» من المجلات الرائدة في أميركا والعالم من حيث الاهتمام بالسياسة وطرحها عددا من القضايا الحساسة على المستوى الأميركي والعالمي، إلا أنها فقدت مصداقيتها، أمس، عندما غيرت من موقفها تجاه النظام الإيراني، لدرجة أن أحد كتاب موقع «بزنس إنسايدر» الأميركي وصف المجلة بأنها «ثملة»، فبعد 40 عاما نجح اللوبي الإيراني في اختراق أكبر المجلات السياسية الأميركية وتغيير مسارها، في حين ظهرت المقارنات بين ما كتبته «نيوزويك» بعد الثورة الإيرانية مباشرة عام 1979، عندما وصفت النظام آنذاك بـ»العصابة» لتصفه اليوم بالمنقذ ومحارب «داعش».

يظهر على غلاف العدد المقرر إصداره في 27 ديسمبر، صورة لخامنئي مرفقة بعبارة تقول: «إذا سقطت إيران، سينهض داعش مجددا»، في رسالة اعتبرها كثيرون دعاية سياسية للنظام الإيراني، المتهم أصلا بجرائم انتهاك حقوق الإنسان داخل إيران وخارجها.

يعود هذا العنوان إلى مقالة كتبها الصحفي المتخصص في السياسة الخارجية في «نيوزويك»، تون أوكونور، والتي نشرت على موقع المجلة في 10 ديسمبر الماضي، إلا أن صداها لم يُسمع إلا خلال اليومين الماضيين على وسائل التواصل الاجتماعي.

الكاتب الصحفي في موقع «بزنس إنسايدر»، أنطوني فيشر، وجه رسالة ساخرة لمجلة «نيوزويك» قال فيها: «اذهبي إلى المنزل يا نيوزويك، فأنتِ ثملة».

علق الصحفي الإيطالي مارتن جاي على غلاف المجلة بقوله: «غلاف مثير للجدل من جانب نيوزويك، والذي سيعتبره المعارضون الإيرانيون أمرا ضد للتظاهرات، وداعما للنظام الإيراني».

رأى الباحث الأميركي الإيراني الأصل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات علي رضا نادر، أن نيوزويك تقدم «دعاية سياسية» للنظام الإيراني و»أنها تدافع بشكل أساسي عن الحفاظ على الجمهورية الإسلامية».

كشف المحلل السياسي والعسكري العميد ركن الدكتور علي التواتي لـ»الوطن» أن الذين عاشوا في الأوساط الجامعية في أميركا يعرفون حقيقة الدور الإيراني هناك، وحينما قامت الثورة الإيرانية كانت هناك أعداد كبيرة من صفوة المجتمع الإيراني يعيشون في أميركا وأوروبا، وهؤلاء بعد أن قامت الثورة رفضوا العودة إلى إيران، وكان لديهم من الثروة ما يكفيهم للبقاء واستوعبتهم تلك المجتمعات فورا، لأنهم كانوا مبتعثين للدراسات العليا ولا يشكلون عبئا على المجتمع، والنظام الإيراني ليس نظاما يلعب بردود الأفعال. وقد تواصل مع المعارضة وأفهمها بقبول اختيارات المعارضة وكان الاتفاق على حد أدنى، وهو أن إيران لنا ولكم وللجميع، فبدأ النظام الإيراني من خلال أذرعه المالية والسياسية في تلك الدول يدعم هذه الفئة «اللوبي الإيراني» بشكل غير معلن، فهم لم يفقدوا ولاءهم لإيران أولا، وثانيا تعاونوا مع النظام الإيراني الجديد من منطلق تبادل المنافع عبر دعم وجودهم وتقوية مراكزهم في المنفى أو المهجر، وهم يدعمون قوة إيران وأهدافها وغاياتها، وهؤلاء يعملون مثل اللوبي الصهيوني داخل المجتمعات الأميركية.

بين التواتي أن اللوبي الإيراني يعمل داخل المجتمعات الأكاديمية والسياسية والمجتمعات التي تقود الولايات المتحدة الآن، وكثير من الباحثين في المراكز الأميركية إيرانيون أو من أصول أو جذور إيرانية، كما أن أجدادهم لم يكونوا من النظام الإيراني بتاتا، وبعضهم يمتلك مقاعد سياسية أو يديرون مراكز بحوث أو من فئة التجار، بل إن أحدهم كان متزوجا من ابنة جون كيري وزير الخارجية السابق، وأصبحوا جزءا من التركيبة الأميركية، وذلك منذ 1979 حتى يومنا هذا.

أكد التواتي أن اللوبي الإيراني لا يزال يدين بالولاء لطهران، لأن النظام لم يعاملهم معاملة عدائية بل يساعدون المعارضة على أن يكونوا من الطبقة العليا بظروف مالية جيدة، بالإضافة إلى مساعدتهم في تحقيق أهدافهم الشخصية مقابل تحقيق أهداف إيران وغايتها القصوى، لافتا إلى أن اللوبي الإيراني تعمق في مجال العلاقات الاجتماعية والجامعات والمجالات الأكاديمية وفي مراكز البحوث والدراسات وخاصة أنها بالمئات في أميركا، كما أنهم تجار تجزئة، ويعملون في قطاع المطاعم، ولديهم شبكات مطاعم بالإضافة إلى عملهم في مجال توفير اللحم الحلال، ولديهم مسالخ كبيرة وتنقل اللحوم بالشاحنات المبردة عبر الولايات المتحدة، ولديهم شبكة اقتصادية قوية للغاية، كما أن لديهم مراكز دينية ومراكز دعوة، وهنا يمكن أن تتضح كيف تحولت المعارضة إلى قاعدة مشتركة.

مجالات اخترقها اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة

القطاع الاجتماعي

القطاع الأكاديمي

مراكز البحوث والدراسات

قطاع تجارة التجزئة

قطاع المطاعم

قطاع اللحم الحلال

قطاع المسالخ

المراكز الدينية والدعوة

وسائل الإعلام بكافة أنواعها