التناقض يكون بالفكر والقول والفعل، ويكون بشكل إرادي ولا إرادي، حيث من الممكن أن يشعر المتناقض بتناقضه، ولكن في الغالب لا يشعر به، وذلك إما لكونه تربى على ذلك، أو عاش في بيئة متناقضة، وخصوصاً حينما تركز هذه البيئة على العبادات بشكلها الظاهري كأنها طقوس وليس بموضوعها الروحي، بحيث يكون متوافقا بين فكره وقوله وفعله بلا تناقض.

ومن الأمثلة على ذلك أنك تجد مغرداً قد كتب في تعريفه على «بايو» تويتر أو غيره أنه كذا وكذا وإلى آخر الأوصاف الجميلة، ولكنه مجرد تنظير لا تطبيق، وحينما ترى تغريداته فتجدها تخالف تماماً ما كتبه، بل وتخالف ما يغرد به بين تغريدة وأخرى.

وهنا يأتي دور أن المؤمن مرآة أخيه، وينبغي علينا التناصح فيما بيننا، وألا نكابر حينما نخطئ، وإنما نبادر بتصويب أفكارنا وكلامنا فضلاً عن أفعالنا.

فالإسلام له أركان خمسة، والإيمان له أركان ستة، والإحسان له ركن واحد، ولكن جميع هذه الأركان ليست قولاً باللسان فقط ولا طقوساً في العبادات دون روحٍ وأفعالٍ تحققها.

فلا تزايد على أحد، ولا تستشرف على غيرك، ولا تزكي نفسك وترمي غيرك فضلاً عن أن ترمي أخطاءك على الآخرين، وإنما عليك بقوله تعالى (قل هو من عند أنفسكم).

والسياسة الشرعية أن تقول ما تفعل لا ما لا تفعل ولو كانت الحرب خدعة والسر محفوظ.