(1)

لا يوجد للأغاني تاريخ صلاحية.

الأغاني مرتبطة بالحب، بالذكريات، برائحة المكان القديم، بالألم، والفقد، والحنين.


(2)

«ياقدمك»!

كلمة لابد أن تسمعها مهما كان مستوى «أغنيتك» المفضلة، «كليمة» يصفعك بها جيل يظن أن الشهر الفائت من القديم الذي يستوجب الحنين، جيل مسعور بالتجديد اللحظي، لذا يرى الأغنية التي ظهرت فيه قديمة.. وأنت قديم، وبالضرورة يكون ذوقك هابطا!

(3)

الأذواق تُحترم

ثم إن الاستماع للأغاني «الراقية» القديمة لا يعني أن ثمة ذوقا هابطا!

الأمر لا يعدو كونه حنينا، وحرقة ذكريات، وخيبة، وحبا فاشل.

الأغنية الراقية – أيها الجيل العجول - تمتد لعمر طويل لارتباطها بالذكرى/‏الحدث.. وليس التوقيت.

تأمل: «أكرهها»!

عمل يسافر بك بعيدا، كأي عمل يجمع نزار وكاظم، عمل لا يمكن مزاحمته منذ 20 عاما، مدة ليست بالقصيرة، رغم أنها قصيدة كتبت في «قطة»!، ولكن لا يوجد في الجديد ما يجرؤ على مزاحمتها.

(4)

ناهيك عن أنه ليس في الجديد ما يلمس شغاف القلب.

عبث، ورداءة، وضعف.

أغنية.. لا تغنيك عن شيء!

ولينتبه «نخبة الفن» الذين اعتادوا التماهي مع كل جديد بضرورة الثبات على المبدأ، والمدرسة الفنية، هذا الجيل لا يرضيه شيء، وغير ذواق على الأغلب!

(5)

لم لا نزال نستمع لأغانٍ أكبر من أعمارنا؟!

بل إن ثمة أفراداً من هذا الجيل يحبونها، وتؤثر فيهم؟!

السبب لأن الشاعر احترم المتلقي، وكذلك فعل الملحن، ثم الفنان، وقدموا عملاً «يبقى»، وهذا هو التحدي الذي يخوضونه مع كل عمل، بينما في الوقت الحالي، تنجز الأغنية في ساعات..لتموت في ساعات!