استكمالا لمقالة الجمعة الماضية أقول لأمين المنطقة الشرقية والمجلس البلدي بالدمام هل لكم أن تحافظوا على بحر الدمام من العبث، وأن تبادروا بتدارك ما يمكن تداركه ومن ذلك نقل مدينة ألعاب مؤجرة إلى القطاع الخاص وتأخذ حيزا كبيرا من الكورنيش في منطقة استراتيجية إلى مكان خارج النطاق الذي هي فيه كونها تقع بالقرب من المنازل وتحدث ضجة وإزعاجا للسكان وقد تقدموا بشكاوى عديدة في هذا الخصوص فضلا عن أن النظام يمنع إقامة مثل هذه المدينة في هذا المكان لذات السبب، ثم إن الأرض المقام عليها هذا المشروع مؤجرة إلى شخص يعرفه منسوبو الأمانة، وهو بدوره قام بتأجيرها إلى جهة ثالثة لتقيم عليها هذه المدينة غير الفاعلة والتي أفسدت جمال المكان، أقول وقد استفاد المستأجر الأول والمستأجر الثاني من هذا الموقع على مدى عقدين وأكثر فالمفترض ألا يجدد العقد الخاص بهذه الأرض وأن نسمع مبادرة إيجابية تجاه مدينة الألعاب هذه بعيدا عن مجاملة الشخص المؤجرة له وبعيدا عن المحسوبية التي أضاعت موقعا جميلا.
ومما يمكن أيضا تداركه، تلك المواقع المؤجرة إلى والد مسؤول سابق في الأمانة، والتي تقع في بداية الطريق المؤدي إلى جزيرة المرجان وهي منطقة أيضا استراتيجية وما كان من المناسب ولا اللائق أن تعطى لأي كائن ليحجب البحر عن العيون في مشروع أقل ما يقال عنه إنه مشروع متخلف وقبيح وفي المكان الخطأ تماما ولا يتماشى مع أهمية وجمال الكورنيش ولهذا ينبغي عدم التجديد للمسؤول السابق في الأمانة (بل قصدي والده المتوفى) ومن ثم إزالة هذه المباني ليتنفس الكورنيش.
وثالث الخطوات التي يمكن تداركها هي الواجهة البحرية من جهة حي الحمراء (المباركية سابقا) والتي للتو فرغت أمانة الدمام من دفنها في اعتداء غير مقبول على إحدى الواجهات البحرية بحجة القضاء على الروائح المنبعثة من تلك المنطقة، وفي ظني أنها لو استشارت جهات متخصصة عالمية لوجدت حلولا ناجعة بدلا من الدفن، وكون الدفن قد تم فسكان الدمام يأملون ألا يكون صحيحا ما يتم تداوله من أن الدفن والمبالغة في مساحة الدفن سببه التوجه لإقامة سوق تجاري كبير، ومبان أخرى للتأجير، فكفى عبثا بالبحر فلا الأمانة ولا الدولة بحاجة لإقامة مشاريع للاستثمار في مثل هذه المنطقة، لتزداد الزحمة ويضيق المكان ويختفي جزء كبير من البحر.
بقي أن أقول إن هناك مطاعم مؤجرة ومباني مهيأة للتأجير على كورنيش الدمام وكلها على وزن محلات (أبو ريالين) ينبغي على الأمانة والمجلس البلدي إعادة النظر فيها عبر هدمها فهي متقاربة وقبيحة التصميم وبعضها كبير جدا ومكون من أربعة أدوار وهذا غير مناسب لموقع مثل الكورنيش فالصحيح أن يفسح المجال للقطاع الخاص لبناء مثل تلك المشاريع على الطرف المقابل للكورنيش وليس على الكورنيش نفسه.
أتمنى من الأمانة تحديدا ومن المجلس البلدي - إن كان ما زال حيا - أن يعيدوا لبحر الدمام جزءا مما ضاع منه عبر النظر فيما ذكرت، كما أتمنى من هيئة مكافحة الفساد أن تأخذ لها طلة على الكورنيش!.