اختار موسم حائل الذي دشن مؤخرا إحدى فعالياته الثقافية في باحة أحد أكبر القصور التراثية المبني من الطين بالكامل قصر القشلة، والذي أمر ببنائه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1360.

الفعاليات

يضم القصر فعاليات ثقافية وفنية مختلفة، تسلط الضوء وتعرف بثقافتنا وموروثنا الشعبي بقوالب مختلفة، حيث كشف مدير المركز الإعلامي في موسم حائل صالح العنزي، أن أبواب القصر ستفتح للزوار من الساعة الـ3 مساء حتى الساعة الـ9 مساء طوال أيام الأسبوع، ومن الساعة الـ4 مساء حتى الساعة الـ9 مساء أيام العطل الدراسية وإجازة نهاية الأسبوع، سيتمتع خلالها الزوار بأكثر من 14 فعالية متنوعة تشمل «مسرح الفنون الموسيقية المتنوعة» ويحتوي على عرض فرق موسيقية متنوعة والعزف على العديد من الآلات والعرضة السعودية خلال إجازة نهاية الأسبوع.

خدمة الزوار

سيكون 220 موظفا بخدمة الزوار في الفعاليات داخل أسوار القصر بشكل يومي طوال أيام الموسم الذي يستمر حتى الـ8 من فبراير. وأضاف العنزي وهناك ركن لمعرض الصور المتنوعة من طبيعة وتراث حائل، أن هناك ورش عمل تعليمية للصغار والكبار للحرف اليدوية، مشيرا إلى أنه تم تشغيل أكثر من 40 غرفة في قصر القشلة.

عن القصر

يقع قصر القشلة في وسط حائل، في قلب المنطقة المركزية، ويعد أهم المزارات السياحية التي يقبل عليها زوار المنطقة وسياحها، بعد أن كان مكانا تسمع في أركانه «قرقعة» السيوف و«خشخشة» البنادق، وحول إلى مركز ثقافي وحضاري يحكي لزواره تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية بصفة عامة، وتاريخ حائل بصفة خاصة.

وتم بناء القشلة من اللبن والحجر على الطراز النجدي السائد آنذاك، ويدعم واجهات المبنى ثمانية أبراج مربعة الشكل أربعة في الأركان، وأربعة موزعة في منتصف كل واجهة، وارتفاعاتها محددة بـ15 مترا، يزينها من أعلى شرفات متدرجة، لها فتحتان، الأولى من داخل الواجهة، والأخرى في الجزء السفلي البارز عنها، ليتمكن المدافع من إطلاق النار، وتنتشر في أسفل المبنى أيضا فتحات الرماية، وهي عنصر دفاعي.

ويتوسط القشلة من الداخل فناء كبير كان مخصصا لتدريب واستعراض الجند، وتحيط في جوانبه الأربعة أروقة مسقوفة من الجريد، وجذوع شجر الأثل محمولة على أعمدة حجر، وتفتح على هذه الأروقة غرف القشلة المكونة من دورين، حيث يوجد في الدور الأرضي 83 غرفة خصصت كمكاتب للقادة والضباط، والإدارة بصفة عامة، ومخازن للأسلحة، ويضم الركن الشمالي ورشة صيانة سيارات، والركن الشمالي الشرقي يحوي السجن، ويقع المسجد في منتصف القصر، وخلفه دورات المياه، وخصصت غرف الدور العلوي وعددها 53 للنوم، والأبراج للحراسة.

وتبلغ مساحته قصر القشلة 20000 ألف متر مربع على شكل مستطيل، وهو مكون من دورين، ويضم 143 غرفة. واستغرق بناؤه عاما ونصف العام، وتنقلت ملكية القصر من الجيش إلى الشرطة، ومن ثم إلى وكالة ووزارة المعارف، وإلى الآثار والمتاحف، وانتقل أيضا إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.