أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال استقباله ممثل الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الوطنية كريستيان بيرجر أمس في رام الله، أن الخيار الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة "جاء نتيجة سياسات الحكومة الإسرائيلية وإصرارها على مواصلة الاستيطان في الأرض الفلسطينية رغم كل القرارات الدولية والاتفاقيات الداعية إلى وقف النشاط الاستيطاني في الأرض الفلسطينية"، فيما أعلن رئيس الوزراء سلام فياض أن الشعب الفلسطيني "أكمل الجاهزية الوطنية لدولته، وعلى العالم، الذي أقر بهذا الإنجاز، أن يُظهر جاهزيته لإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها الذي طال أمده، وبات، وبإقرار المجتمع الدولي، يُشكل العقبة الوحيدة أمام ولادة دولة فلسطين وممارستها لسيادتها على أرضها".
من جهة أخرى، دعت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، الولايات المتحدة إلى دعم أو على الأقل عدم إعاقة انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة في سبتمبر. وأوضحت عشراوي المبعوثة الخاصة لعباس إلى الولايات المتحدة أنها حضت المسؤولين الأميركيين الذين التقتهم خلال الأيام الماضية على دعم الاعتراف في الأمم المتحدة بدولة فلسطينية في حدود عام 1967، أو على الأقل عدم معارضته.
وقالت: إنها حاولت إقناع محاوريها "بعدم ممارسة الفيتو ضد شيء يندرج في سياستهم الخاصة وفي القانون الدولي، وهو حق الفلسطينيين في الاستقلال وتقرير المصير وفي دولة". وإزاء تعثر مفاوضات السلام بعد رفض تمديد العمل بالتجميد الجزئي للاستيطان العام الماضي، أعلنت السلطة الفلسطينية أنها ستطلق مبادرة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر في نيويورك. وأوضحت عشراوي أن إدارة أوباما قررت استخدام الفيتو في حال لجأ الفلسطينيون إلى مجلس الأمن عن طريق توجيه طلب إلى الأمين العام بان كي مون للحصول على العضوية الدائمة في الأمم المتحدة. وقالت: كنت آمل أن يكون الأمر مجرد مسألة إقناع المسؤولين الأميركيين إلا أن الولايات المتحدة "اتخذت موقفا ولديها أفكار مسبقة إزاء تحركنا لدى الأمم المتحدة".
وأضافت "كنت أود لو يبدلون رأيهم "لكنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة" تفهمت أسبابنا لأنني شرحت أننا نتحرك انطلاقا من موقف إيجابي وبناء، ونحن نحاول تحقيق أمر بطريقة متعددة الأطراف وشرعية وإنسانية وبناءة.
ورأت عشراوي أن السياسة الخارجية الأميركية تخضع "للتأثير الكبير" للوبي المؤيد لإسرائيل، واتهمت إسرائيل بمعارضة حل يقوم على دولتين في حدود 1967.
وقالت: إن الحكومة الإسرائيلية "تريد إعادة ابتكار عملية السلام لجعلها مبهمة، وليتسنى لها كسب الوقت لبناء المزيد من المستوطنات وفرض دولة أمر واقع وضم المزيد من الأراضي". وأضافت أن "السياسة الأميركية تخضع للأولويات الإسرائيلية والخط المتشدد من السياسة الإسرائيلية".