كشفت نتائج دراسة عالمية نشرها معهد (ihme) بالتعاون مع (who)، قامت بإحصاء نسبة انتشار الأمراض التي من الممكن أن تحدث للإنسان في العالم وقياس التأثير الصحي له كمرض، أن أمراض الصداع تعتبر ثاني أكثر الأمراض انتشارًا بعد تسوس الأسنان، وهي أكثر انتشارًا من مرض السكر أو الربو اللذين يعتبران أمراضا شائعة في منطقتنا. الدراسة أيضًا أظهرت أن الشقيقة، والتي تعتبر نوعا من أنواع أمراض الصداع الأولية، ثاني أكثر سبب على مستوى العالم يسبب إعاقة للإنسان ويمنعه عن القيام بوظائفه اليومية.

معدلات عالية

أكد الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود، استشاري أمراض المخ والأعصاب والمتخصص بأمراض الصداع الدكتور عبدالرزاق البلالي لـ»الوطن» أن هذه النسب العالية لأمراض الصداع موجودة في منطقتنا، حيث وجدت دراسة شبيهة أن المملكة تعتبر ثالث دولة في منطقة الشرق الأوسط في نسبة وجود معدلات عالية من أمراض الصداع التي تعيق الإنسان عن أداء وظائفه اليومية، مشيرا إلى أن هناك تفاوتا كبيرا بين ارتفاع معدل انتشار أمراض الصداع في مجتمعاتنا وبين قلة اهتمامنا بهذه الأمراض وبعلاجاتها الفعالة. هذا التفاوت ملاحظ بشكل واضح في مجتمعاتنا، فعندما تذهب إلى مستشفى حكومي أو خاص ستجد أنه هناك عيادات متخصصة بالسكر أو الربو أو لأمراض الصرع لكن من النادر جدا أن تجد عيادة متخصصة بأمراض الصداع المزمنة على الرغم من أن نسبة الصداع المزمن قد تكون أعلى من الأمراض المذكورة سابقًا.

وأضاف البلالي أن هناك ظاهرتين رئيسيتين يلاحظها كل من يدخل عالم أمراض الصداع ويتخصص فيه؛ الأولى أن أغلب أمراض الصداع لا تشخص بالشكل الصحيح والثانية أن أغلب أمراض الصداع لا تعالج بالشكل الصحيح، هذه الظاهرة عالمية وتشاهد في كل الدول ولكنها تتفاوت بحسب تقدم النظام الصحي ومستوى الوعي العام بالنسبة للأطباء والمرضى تجاه أمراض الصداع.

مفهوم غير صحيح

يقول البلالي: يستغرب الكثير من المرضى عندما أخبرهم أن نوبة الصداع التي يعانون منها والأعراض المصاحبة لها بأنها شقيقة مزمنة، وأن هذا النوع من الصداع شائع في مجتمعاتنا، لأن كثيرا منهم يعتقد أن مرض الشقيقة نادر جدا وأنه يظهر فقط على شكل صداع نصفي وهذا مفهوم غير صحيح وأنا لا ألوم المريض على ذلك، الأسوأ من ذلك أن المرضى يذهبون لأكثر من طبيب ويتم تشخيصهم بأن صداعهم ليس له علاج غير أخذ المسكنات والتحمل فقط وهذا شيء مؤسف لأنه خلال العقد الماضي وخاصة السنتين الماضيتين اكتشفت علاجات فعالة كثيرة لأمراض الصداع وخاصة صداع الشقيقة. هذه العلاجات تسمى العلاجات الوقائية حيث إنها تقلل من نوبات الصداع وقوتها وتعتبر علاجات أساسية لكثير من مرضى الشقيقة.