بالرغم من أن «البومة» بقيت لقرون محورا للخرافات والأساطير، وارتبطت في الأذهان بالفأل السيئ ونذير الشؤم من المنازل الخربة، إلا أنها ظهرت في مفضلة المراهقات بصورة جديدة من خلال سعيهن لاقتنائها واختيارها شعارا في اللباس والزينة، وسط تحذيرات من التزين بالسلاسل التي تحمل مجسماتها.

ركوب الموجة

أغرت العلاقة الجديدة بين المراهقات و«البومة» تجار -الشنط الإلكترونية - وهب عدد كبير منهم لركوب الموجة واستثمار التقليعة الجديدة للتكسب وزيادة الدخل والعمل كوسطاء بين تجار ومربي الطيور وبين المعجبات بطائر البوم، وتكفلوا بتوصيلها للمنازل وقاموا بتوفير دمى ومجسمات بأحجام مختلفة كحلول بديلة لغير القادرات بحضانة البومة، كما انتشرت إكسسوارات وأزياء بأشكال مختلفة لها في الأسواق.

عالم الموضة

فسرت الباحثة الاجتماعية ابتسام الحارثي تعلق الفتيات بطائر «البومة»، هو تطلعهن في عالم الموضة للجديد والمثير الذي يلفت الانتباه بمبدأ المخالفة بالدرجة الأولى، مضيفة: لعل أعجاب بعض الفتيات بطائر البوم تميزه بانتشار اسمه الأنثوي.

سيدة الجوارح الليلية

اعتبرت أمل القرافي، أن ما يجذبها نحو «البومة» هو إحساسها أن هناك ثمة تشابه بين البشر وهذا الطائر، لا سيما الإناث اللاتي تعرضن لحملات تشويه أيام الجاهلية ولازمتهن تلك السمعة إلى عصور متأخرة، ويكمن الإعجاب بهذا الطائر إصراره على القيام بدوره ووظيفته في الطبيعة، رغم كل ما لاقته من نكران، تسهر تراقب ما يجري تحتها من فوضى الغابة متحلية بالصبر واليقظة والحراسة حتى أصبحت سيدة الجوارح الليلية بلا منازع.

عقوبة قضائية

صدر حكم قضائي بجلد أحد الأشخاص وصف آخر بالبومة وناداه باسمها، وبسؤال المستشار الشرعي عبدالله الفريدي عن حيثيات إصدار عقوبة قضائية بحق من يصف أو «ينعت» غيره «بالبومة»، قال «الحكم يندرج تحت قاعدة» العادة محكَّمة «وألفاظ الأشخاص تعتبر على عرفهم، والعرف عند العرب أن وصف شخص بالبومة مما أشتهر في عرف الناس بقبحه وعدم قبوله، فتقاس هذه الألفاظ على غيرها من السباب والشتام التي تثير التشاحن والتباغض بين الناس، وجاء الإسلام بمنع تلك التصرفات وعليه يدخل نداء الشخص لغيره بالبومة كوصفه بغيرها من الحيوانات الممتهنة التي لها دلائل على الكراهية والشر، ويقوي ذلك الحال الذي وقعت فيه هذا الوصف فإن كان في حال نزاع وخصومه فهي قرينة قوية على وقوع الإرادة الجنائية بالتقليل والتحقير بخصمه، وهي ضمن ما يجرم شرعا وموجبه للحكم على صاحبها بعقوبة تعزيرية (تأديبية)».

أهل العلم

أوضح الباحث الشرعي عمر السريحي «أن التشاؤم من البومة ليس له أصل في ‏الشرع، بل إن ذلك من الخرافات والانحرافات ويخشى على صاحبها الوقوع ‏في الشرك»، مضيفا: لا يكاد تخلو كتب الفقه من ذكر «البومة» عند التحذير من «الطيرة» في شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم «الطيرة شرك» وتعني التشاؤم بكل مسموع أو مرئي أو معلوم، وهي مأخوذة من طائر «البومة»، لأن العرب كانت تعتبره نذير شؤم«.

وأضاف «في الوقت الذي لا يوجد في الإسلام ما يمنع اقتناء وتربية طائر البومة، إلا أنهم اختلفوا في شرائه كون الأصل فيه أنه طائر حر لا يجوز حبسه بمجرد الزينة لأن فيه منع لفطرته ومصلحته البيئية».

تحسين الصورة

قال عضو في فريق حملة إعلامية لتحسين صورة البومة، ماجد القحطاني، إن «التراث الغربي أنصف في وصف طائر البوم بالحكمة وصديق الفلاح الذي يحمي محاصيله من القوارض وبقي الأمر أن تحسنت صورته في تراثنا العربي، ونسعى خلال حملة إعلامية وتوعوية لعرض طائر البومة في الأماكن العامة لتحسين صورة هذا الطائر ونشجع تربيته في المنازل حفاظا على هذه النوعية من الطيور حتى نزيل ما ترسخ في الأذهان وإزالة الصورة القديمة في مخيلة الناس، لا سيما وأنها تعتبر صديقة البشر ولها دور كبير في خلق توازن بيئي، ويأتي دورنا بحماية طائر البوم بعد أن أعلنت المنظمات والهيئات الدولية الخاصة بالحياة الفطرية احتمال تعرضه للانقراض».

ثقافات

-مشاهدة البومة تعني أن شيئا جيدا أو سيئا سيحدث لك أو قد تصاب بمرض لا علاج له

-في بلدة ويلز، إذا سمعت المرأة الحامل صوت البومة أو شاهدتها فهذا يعني أنها ستلد بسهولة وبدون عناء

-المسيحيون القدماء يرون البوم علامة على الشر

-يعتقد الرومان القدماء أنّ ريشةً من بومة من شأنها أن تساعدك على معرفة أسرار شخص نائم