على الرغم من أن اسم مهنة الكدادة مشتقّ من «الكدّ» أي التعب والإرهاق، فضلا عن العائد المالي الزهيد الذي لا يتناسب مع طول المسافات، إلا أن ممارسيها في محافظة شرورة يرون فيها مصدرا مهما لتأمين معيشتهم، خاصة فئة الشباب التي تعدّها عملاً ممتعًا ومسلّيًا، يُبعدهم عن الرسميات والتقيّد بالدوام الحكومي، وتجعل منها وسيلة لزيادة دخلهم الإضافي.

مواقع رئيسية

في ظل ندرة وجود سيارات الليموزين بالمحافظة، يتمركز العاملون بمهنة الكدادة في 4 مواقع رئيسية، أهمها: مواقف المطار، ومفرق الطريق الدولي بين شرورة ومنفذ الوديعة البري، إضافة إلى موقف خاص بطريق نجران-شرورة، والأخير داخل المحافظة لتكون مهمتهم نقل الركاب داخل مختلف المناطق والمدن خاصة المناطق الجنوبية «نجران وجازان وأبها والباحة»، وعادة ما يكون زبائنهم من المغتربين، وقلة من الركاب مواطنين.

منع السفر

يحقق الكدادة المقيمون مكاسب مالية أكثر من نظرائهم السعوديين في شرورة، نظرا لاقتصار نقل الركاب الراغبين في السفر إلى الجمهورية اليمنية على المقيمين فقط، مستغلين قرار منع سفر السعوديين إلى المحافظات اليمنية عبر منفذ الوديعة حفاظا على حياتهم، إلا بشروط معينة تلزم المسافر السعودي بأخذ تصريح من إمارة المنطقة، وفق التفاصيل التي انفردت «الوطن» بنشرها تحت عنوان«3 إمارات تستقبل طلبات سفر السعوديين لليمن» بتاريخ 14/ 5/ 2019.

رحلات مجدولة

عندما تطأ قدم الركاب أرض مطار شرورة، قادمين جوا على إحدى الرحلات المجدولة، يستقبلهم الكدادة السعوديون بكلمة «مشوار»، فيما يردد الكدادة المقيمون عبارة «مشوار إلى منفذ الوديعة أو السفر لليمن»، بين أجرة مرخصة وأخرى خصوصي. وكشف محمد صالح -أحد المقيمين العاملين في هذه المهنة- أنه منذ 5 سنوات يعمل كدادا في إيصال الركاب المسافرين إلى جمهورية اليمن، وأن الأسعار تختلف حسب عدد المسافرين، فإذا كان الراكب يرغب السفر بمفرده تصل الأجرة إلى 700 ريال سعودي، قد تزيد أو تنقص حسب قرب أو بعد المحافظة اليمنية التي يعتزم الوصول إليها. أما إن كان ضمن مجموعة ركاب، فتتفاوت الأسعار من 150 إلى 300 ريال للراكب الواحد للأجرة من مطار شرورة إلى محافظة حضرموت جنوب اليمن، فيما تصل قيمة نقل العائلة للوجهة نفسها إلى 1000 ريال مع تقديم مميزات خاصة للزبائن من خلال نوعية السيارة الناقلة واتساعها وحداثة موديلها.

كثرة المنافسين

يعمل الكدادة السعوديون على سياراتهم الخاصة، في مهمة نقل الركاب المسافرين إلى منفذ الوديعة الحدودي دون العبور إلى اليمن، إضافة إلى النقل بين نجران وشرورة، إذ تتفاوت الأسعار بين 50 و70 ريالا للراكب الواحد، قد ترتفع إلى 100 ريال في حال نقص عدد الركاب.

واشتكى المواطن محمد الكربي، الذي يعمل في مهنة توصيل المشاوير داخل مدينة شرورة والوديعة، من كثرة المنافسين ودخول الكدادة المقيمين على خط النقل الداخلي داخل شرورة ونجران، فضلا عن اعتماد غالب سكان المحافظة للتنقل بين أحيائها على إحدى الشركات، وهو الأمر الذي أدى إلى نزول أسعار التوصيل إلى 10و15 أو20 ريالا، مشيرا إلى أن هذه المهنة لا تخلو من المواقف المؤلمة أحيانا، والطريفة في أحيان كثيرة، مثل نسيان الحقائب والمقتنيات الشخصية، وفي مقدمتها أجهزة الكمبيوتر المحمول والجوالات، وفقدان الهوية الوطنية أو جوازات بعض الركاب المقيمين، إضافة إلى الاختلاف على مبلغ الأجرة.

رقابة رسمية

تتقاسم مهمة رقابة عمل الكدادة عدة جهات حكومية، هي: وزارة النقل والمرور والجمارك والجوازات.

وعلمت «الوطن» أنه لا توجد لدى الجهة المختصة سجلات خاصة بالسيارات التي تنقل الركاب إلى اليمن، فيما تتولى دوريات المرور مخالفة المركبة التي تكون حمولتها زائدة، ويتمثل دور الجوازات في التدقيق على تأشيرة السائق المقيم، الذي يعبر منفذ الوديعة مع الركاب، من أنها سارية المفعول، وتقوم الجمارك بمهام التفتيش الشخصي للركاب وسائقهم والمحتويات التي تحملها المركبة التي تقلهم، وتعيد بعض المحظورات منها في حال ضبطها.

أجرة الكدادة في شرورة

700 ريال للراكب الواحد إلى اليمن

1000 ريال للعائلة المسافرة إلى اليمن

بين 10 - 20 ريالا داخل المحافظة

بين 50 - 70 ريالا إلى نجران

4 مواقع رئيسية

01 مواقف المطار

02 مفرق الطريق الدولي بين شرورة ومنفذ الوديعة البري

03 موقف خاص بطريق نجران - شرورة

04 التنقل داخل المحافظة