كان قائد لواء فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني معروفا بتحركاته الخفية التي تحيط بها تفاصيل أمنية مشددة، ومع ذلك كان لدى الولايات المتحدة إحداثات دقيقة لموقعه، الجمعة الماضي، إذ قصفت طائرات «درونز» محملة بالأسلحة الموجهة، سليماني ونائب الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، وبعض المسؤولين، الذين كانوا يستقلون سيارتين خلال مغادرتهم مطار بغداد الدولي، ولكن أقوى الروايات حول خروج هذه المقاتلات، رواية تؤكد انطلاقها من قاعدة «العديد» الأميركية في قطر، وتخلل ذلك ارتباك واضح في المواقف القطرية، إذ أنكرت وسائل إعلام قطرية عددا من المنشورات التي تحمل معرفات قطرية في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تبث أخبارا عن إرسال قطر تعازيها لإيران بعد مقتل سليماني، ثم تنصلها عن ذلك.

وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وصل إلى طهران، السبت، للقاء نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، واجتمع به على انفراد، وتساءل محللون عما كان يفعله مندوب أمير قطر في طهران، وبعد مقتل سليماني بساعات، فهل كانت الزيارة للعزاء أم للتبرير.

ساعة ونصف من الاستعداد


تقول صحيفة «نيويورك تايمز»، إن القوات الأميركية أطلقت طائرتين بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper، واعتمدوا على معلومات من مخبرين واعتراض إلكتروني ومعلومات من طائرتين، واحدة للاستطلاع والأخرى للمراقبة. لكن حتى وفقا لموجز قانوني رفع بسرية عن طريق وزارة العدل الأميركية، فإنه يمكن للبيت الأبيض أن يأمر بالضربة على موكب سليماني في حال أكدت المعلومات وجوده في الموقع. ومع وجود 3 قواعد للطائرات بدون طيار في المنطقة، أحدها في قطر، فإن كل المؤشرات تدل على أن الاستعداد والطيران لهذه العملية استغرق قرابة الساعة ونصف الساعة، وكان ذلك جزءا من عملية متقنة تستند إلى عمل استخباراتي في المقام الأول. وأكدت معلومات أن العملية بدأت في قاعدة العديد القطرية، وفقا لكثير من المصادر التي تناولتها حتى بعض وسائل الإعلام الأميركية، وكذلك صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية. وقالت الصحيفة البريطانية، إن الطائرة دون طيار التي نفّذت العملية انطلقت من قاعدة العديد في قطر، وهو ما يجعل إمكان الانتقام الإيراني يتجه إلى قطر مصدر انطلاق الهجوم، والتي تستضيف القوات الأميركية، ثم تحاول إظهار صداقتها لإيران. وتقول المعلومات، إن الطائرتين أقلعتا قبيل 4 ساعات من وصول قاسم سليماني إلى مطار بغداد، مع مراقبة طائرات الأواكس، التي أيضا كانت قد طارت من القاعدة قبل وصول الدرونز إلى المجال الجوي العراقي.

عملية استخباراتية من داخل العراق

تقول الصحيفة الأميركية، إن هناك احتمالات قوية أيضا أن تكون الإحداثات والمعلومات الاستخباراتية، وصلت من داخل العراق. وبالنظر إلى الصعوبة التي ينطوي عليها تحديد وجود قاسم سليماني أو وقت وصوله لأي جهة خارجية، فقد يكون الأمر سهلا، إذا ما كان العميل داخليا، ويملك كل المعلومات الدقيقة.

وتساءلت «نيويورك تايمز»: حتى تنكشف حقيقة القصة كاملة، فكيف ستكون العلاقة الإيرانية العراقية، في حال تبين أن الخيانة كانت سببا رئيسيا في وفاة سليماني؟

تسريبات تثير الاستفهام

الحكومة القطرية خصصت للعملية خطة تمويهية لإبعاد الرد الإيراني عليها

استعداد قطر لتخفيف التوتر في العراق قبل 48 ساعة من العملية

انضمام قوات أميركية جديدة وطائرات نقل وتسلل وقاذفات B1 وB52 إلى قاعدة العديد

أنباء عن توجه طهران لضرب قاعدة العديد في حال استهدف أي موقع إيراني