بينما يصارع لبنان أمواج أزمة مالية واقتصادية وسط تظاهرات ضد النخبة السياسية المتهمة بالفساد منذ أكتوبر الماضي، أعلن الجيش اللبناني أمس إصابة 14 جنديا بجروح مختلفة خلال محاولة ناشطين محتجين اقتحام مقر بلدية بيروت، وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام أن أشخاصاً من المجموعة الرافضة للاعتصام والمتضامن مع البلدية والمحافظة، رموا المطالبين باستقالة المحافظ زياد شبيب ورئيس البلدية جمال عيتاني، بالحجارة، حيث سجل إصابة إحدى الفتيات، فيما لا تزال القوى الأمنية تفصل بين المجموعتين.

مواجهة الاحتجاجات

ومنذ استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء في 29 أكتوبر الماضي في مواجهة الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد، أخفق لبنان في تشكيل حكومة جديدة أو دفع الإصلاحات المطلوبة للحصول على دعم خارجي، وتعهد المانحون الأجانب بتقديم 11 مليار دولار لتمويل مشروعات في لبنان عام 2018، لكنهم علقوا ذلك على تنفيذ إصلاحات اقتصادية أجّلتها بيروت منذ فترة طويلة وأخفقت أحياناً في تنفيذها.


قطع الطريق

وأوضحت الوكالة أن المحتجين أقدموا على قطع الطريق العام في منطقة "البداوي" شمالي لبنان بالحجارة الإسمنتية، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية والتقنين القاسي في التيار الكهربائي، فيما أشار الجيش في بيان إلى "أن الوحدات المنتشرة في المنطقة تدخلت لفتح الطريق، فأقدم المحتجون على رشق عناصر الجيش بالحجارة وقنابل "المولوتوف"، ما أدّى إلى إصابة 14 عسكريًّا بجروح مختلفة، وقد تمّ توقيف 8 أشخاص لارتكابهم أعمال شغب والتسبّب بإصابة العسكريّين".

كشف الفساد

في السياق ذاته، اندلعت في بيروت مواجهات قرب ساحة الشهداء على خلفية المطالبة بكشف الفساد في بلدية ومحافظة بيروت ما أدى إلى حدوث إصابات، حيث تدخلت قوى الأمن اللبنانية لضبط الوضع، كذلك سجلت احتجاجات شعبية منذ الصباح أمام المراكز التابعة لشركة كهرباء لبنان. وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون قد أعرب الأربعاء الماضي، عن أمله ألا تؤدي التوترات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران إلى أية تداعيات على الساحة اللبنانية.