بعد 15 يوما من نفي المؤسسة العامة للحبوب في بيان رسمي لما يتداول عن رفع سعر بيع كيس الشعير، ووصفها تلك المعلومات بأنها «غير صحيحة»، ودعوتها العملاء إلى عدم الانسياق وراء مثل تلك الإشاعات، والرجوع إلى الموقع الرسمي للمؤسسة للحصول على المعلومات الرسمية من مصادرها، أعلنت المؤسسة رسميا تعديل سعر بيع كيس الشعير زنة (50) كجم في جميع نقاط البيع بمناطق السعودية كافة، بدءا من أمس الأحد ليكون 44 ريالا + ضريبة القيمة المضافة.

غياب البيانات

صاحب إعلان المؤسسة عن زيادة أسعار الشعير حالة تذمر وسط مربي الماشية، وإثارة كثير من التساؤلات عن غياب البيانات والمعلومات المتعلقة بآلية التسعير وقيمة الدعم ونسبته، ومطالب بأن تكون المؤسسة أكثر شفافية ووضوحا في بياناتها بهذا الشأن، كما عبّر كثير من المستهلكين عن تخوفهم من استغلال التجار لذلك برفع أسعار اللحوم والدواجن ومشتقات الألبان، خصوصا بعد توعد بعض مربي الماشية بتحميل المستهلكين تكلفة رفع سعر الشعير بزيادة أسعار المواشي، وإعلان أكبر 3 شركات مختصة بالثروة الحيوانية ومشتقات «المراعي، ونادك، والصافي» بأنها بصدد مرحلة التقييم الشامل للأثر المالي لما تضمنه قرار وزير البيئة والمياه والزراعة بخصوص رفع الدعم بصورة كاملة عن مدخلات الأعلاف، واقتصاره على الأعلاف الخضراء، إضافة إلى إعلان عدد من تجار مربي الماشية صراحة عبر مواصل التواصل نيتهم تحميل التكلفة المالية للزيادة للمستهلكين بزيادة أسعار الذبائح.

حلول مستدامة

انتقد المستشار القانوني سامي الظفيري البيان الإعلامي لمؤسسة الحبوب، مشيرا إلى تضمنه مخالفة للمادة 25 الفقرة 2 من الاتفاقية الموحدة لضريبة القيمة المضافة، والتي تنص على أن السعر المعلن يجب أن يشمل قيمة الضريبة، فيما أكد مربي الماشية علي بن عالي، أن ذلك سيقود إلى زيادة أسعار الذبائح، وقال: «المؤسسة العامة للحبوب ترفع سعر الشعير ونحن كـ«مربين» سنرفع سعر الأغنام، والضحية هو المستهلك، ومن الأفضل أن تبحث المؤسسة عن مشاريع وحلول مستدامة لصغار المربين بدل من رفع السعر، لأن المتضرر المستهلك النهائي وليس تاجر الأغنام، والدعم المالي الحالي ليس مجزيا للمربي».

تراجع أسعار الماشية

عبر مربي الماشية ناصر السبيعي في حديث إلى «الوطن» عن استغرابه من عدم وضوح بيان المؤسسة حول زيادة سعر الشعير، متسائلا: «هل تم رفع الدعم بالكامل والسعر المعلن لكيس الشعير وزن 50 كيلو، (44+ضريبة القيمة المضافة)، هو معدل السعر العالمي أم أن رفع الدعم سيكون بشكل تدريجي، وسيشهد سعر الشعير زيادات أخرى خلال الفترات المقبلة هذا العام أو الأعوام المقبلة»، مشيرا إلى أنه أحد مربي الماشية الصغار وليس لديه إمكانية لتحمل مزيد من تقلبات أسعار الشعير، والتي عادة ما يصاحبها تراجع في أسعار الماشية.

من جهته، توقع المستثمر بالقطاع الزراعي عبدالعزيز الصنان أن يتراوح سعر كيس الشعير خلال الفترة من يناير إلى مارس المقبل 2020 بين 46 و47 ريالا، وستنفرد مؤسسة الحبوب بمواصلة تغذيتها للسوق السعودي، والمستوردون سيدخلون (بحذر) بعد مارس المقبل، ناصحا في السياق ذاته المربين بشراء حاجتهم من الآن حتى حصاد الشعير المقبل.

حماية المستهلك

تسائل المواطن فهد الحربي قائلا: «المستهلك هل له حماية؟! شركات الألبان تبحث عن أي فرصة لزيادة السعر، وكل الشركات كانت تعلن أنها تعلف دواجنها ذرة، والآن جاءت زيادة الشعير، وكل الشركات ستزيد السعر على المستهلك كضريبة العصائر المحلاة، فكل الشركات كانت تقول عصائرها بدون سكر، وعندما جاءت ضريبة السكر الكل رفع السعر».

«الوطن» حاولت التواصل مع المؤسسة العامة للحبوب إلا أنه تعذر التواصل معهم لعدم تجاوبهم مع الاتصالات والاكتفاء برسائل تشير إلى أن البيان واضح.

زيادة الأسعار

نفت المؤسسة العامة للحبوب في 28 ديسمبر (قبل 15 يوما) أي زيادة في أسعار الشعير في يناير 2020، لتعلن رسميا تعديل سعر في 11 يناير 2020 عن تعديل سعر بيع كيس الشعير زنة (50) كجم في جميع نقاط البيع بمناطق السعودية كافة، بدءا من يوم الأحد 17/ 5/ 1441، وإعادة توجيه اعتمادات الإعانات الزراعية ضمن البرنامج التنفيذي لإعادة توجيه الدعم لمدخلات الأعلاف، بما فيها الشعير، وصرفها بشكل مباشر للمستحقين إيداع قيمة الإعانة في حسابات صغار مُربِّي الماشية بشكل شهري، بدءا من صفر 1441، الموافق أكتوبر 2019، بمبلغ إجمالي بحدود (30) مليون ريال شهريا، وزيادة قيمة الإعانة الشهرية لصغار مُربِّي الماشية بدءا من الأربعاء 6/ 5/ 1441 الموافق 1/ 1/ 2020، لتبلغ بحدود (80) مليون ريال، تم صرفها لأكثر من (61000) مستفيد (مواطن ومواطنة).

أسعار الشعير قبل وبعد التعديل

قبل التعديل

من 1 يناير 2018 حددت المؤسسة سعر كيس الشعير وزن 50 كيلو بـ42 ريالا شاملا ضريبة القيمة المضافة

بعد التعديل

كيس الشعير وزن 50 كيلو لا يتجاوز 44 ريالا +ضريبة القيمة المضافة