الإعلام التربوي إذا حسّن إدارته والاستفادة من أدواته سيسهم بشكل فعّال في صنع تغير إيجابي وعصري ويعطي استدامة متجددة للمجتمع المنشود، وذلك بالعمل على ملاحظة تطورات وإنجازات وتقنيات ومناشط الميدان التربوي ونقلها في حدود ما يناسب المجتمع وأفكاره، بالشكل والأسلوب الذي يمكِّن من استيعابها والوصول بمن يتلقاها إلى مستوى الواقع الذي يعيشه فكراً وطموحاً، وتزامناً مع ذلك العمل على نقل وتقديم أبسط وأيسر الوسائل والأساليب التي تمكن أفراد المجتمع من الأخذ بما ينقل إليهم، والاستفادة بما يناسبهم ــ معرفةً واقتداراً ـــ في كل ما يقومون به من تطبيقات مهارية لمواجهة كافة متطلبات نواحي حياتهم.
وبين التربية والإعلام أرضية مشتركة، وروابط قوية، لدرجة يمكن معها أن نقول إن العملية الإعلامية هي في بعض جوانبها عملية تربوية، وأن العملية التربوية هي في بعض جوانبها عملية إعلامية، ولا بد من فهم طبيعة كل من التربية والإعلام حتى نتعرف على وجه المطلوب، ماذا تستطيع الأولى أن تلتمس وكيف تستطيع الثانية أن تستجيب، فكلاهما أداة لتوصيل رسالة ما، والتربية بمعناها المقصود هي تلك العملية القصدية التي يتم عن طريقها توجيه الأفراد وإحداث تغير في سلوكهم ونموهم، وبالتالي اكتساب خبرات جديدة وإدراك علاقات جديدة، كذلك الإعلام في أساسه توجيه الأفراد عن طريق تزويدهم بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة، والحقائق المؤكدة التي تساعدهم في تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات.. «ومن هنا يأتي دور الإعلام التربوي ليسد هذه الفجوة!!».