دخل أمس، موسم الشبط الذي يمهد إلى انخفاض درجة الحرارة حسبما أعلن أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم، الدكتور عبدالله المسند، الذي أشار إلى أنه يأتي بعد المربعانية وتعقبه العقارب.

النعايم والبلدة

أوضح المسند أن الشبط يبدأ 15 يناير حتى 10 فبراير، مبينا أنه سمي بذلك نسبة إلى شهر شباط السرياني الموافق لشهر فبراير. والشبط عدد أيامه 26 يوما، وله من المنازل منزلتان (النعايم والبلدة)، وفي الشبط تكون درجة الحرارة منخفضة، ويتكون الصقيع والضباب صباحا، وبداية ظهور طلع النخيل البواكر خاصة في جنوب الوسطى ونشاط الرياح الشمالية والنسرية الباردة، ويقال إن «شباط قطع الرباط وقرقع البيبان» كناية عن نشاط الرياح فيه.

النقوش البابلية

أضاف المسند أن موسم الشبط يخلف مربعانية الشتاء مباشرة، ويطلق عليهما معا اسم الستينية، التي يبلغ عدد أيامها 40 يوما. وورد موسم الشبط في العديد من الحضارات القديمة، فقد ذكر في سفر زكريا في التوراة، وكذلك ورد لفظ شاباطو في النقوش البابلية والتدمرية، إذ يعني لفظ الشبط الضرب أو السوط نسبة إلى هبوب الرياح الشديدة العاصفة التي تضرب وتزعزع كل ما يعترض طريقها.

برد الأزيريق

تتميز أيام موسم الشبط بالبرودة الشديدة التي تزرق بسببها الأطراف، لذلك كان يطلق على موسم الشبط في الخليج اسم برد الأزيريق، ومن علامات هذا الموسم أيضا الرياح العاصفة المتذبذبة التي تثور حينا وتهدأ حينا آخرا ولا تستقر على جهة معينة، لذلك يطلقون عليه اسم مقرقع البيبان، أي مخلخل الأبواب من شدة قوة الرياح، إلى جانب اصطباغ السماء باللون الأحمر في حال وجود السحب، وتشكل الصقيع والانجماد في ساعات الصباح الأولى، لذلك لا ينصح بزراعة المحاصيل والنباتات في أول 13 يوما من موسم الشبط، على أن تستأنف الزراعة في آخر 13 يوما.

رياح قوية

قال المسند إن الفرق بين المربعانية والشبط برودة الشبط تنبع من وجه السماء، في دلالة على أن البرودة مصدرها الرياح القوية العاصفة، بينما المربعانية بردها ينبع من الأرض. الشبط يتميز عن المربعانية بتكون الصقيع والانجماد، بينما الثلوج والأمطار الغزيرة هي ما يميز المربعانية، وفي الشبط يبدأ النهار بأخذ دقائق من الليل، فيبدأ النهار يطول والليل يقصر، بسبب اقتراب الأرض التدريجي من الاعتدال الربيعي، بينما في المربعانية يكون الليل أطول من النهار بكثير، وفي حال تكون السحب في السماء تصطبغ باللون الأحمر، بينما تكون بيضاء في المربعانية أو داكنة حسب نوع الغيوم، وبرد الشبط أكثر حدة وقسوة من برد المربعانية، إذ يطلق الخليجيين على الشبط اسم برد البطين، في دلالة إلى أن المربعانية تعتبر بداية البرد، بينما الشبط ذروة البرد.

إتلاف المزروعات

للشبط نجمان، الأول النعايم ويستمر لمدة 13 يوما، والثاني البلدة الذي يستمر لفترة مماثلة تماما للنعايم، وفي بداية فترة النعايم تزيد قسوة البرد خاصة في ساعات الصباح الباكر، ويتميز بهبوب مفاجئ للرياح دون سابق إنذار أو علامات، أما منتصف النعايم فيتميز بتكاثر السحب الماطرة، ونوء النعايم هو الذي لا ينصح بالزراعة فيه إطلاقا بسبب برودته وتشكل الصقيع الذي يضر ويتلف المزروعات، أما في النجم أو النوء الثاني من الشبط وهو البلدة يكون الجو باردا رطبا، وبداية هذا النوء ينذر ببدء انحسار البرد تدريجيا، وتبدأ درجات الحرارة بالارتفاع التدريجي، وهو الوقت الذي ينصح فيه المزارعي بتسميد الأرض، وحراثتها، وبذر الحبوب فيها.

فروق

المربعانية

بردها ينبع من الأرض

تتميز بالثلوج والأمطار الغزيرة

يكون الليل أطول من النهار بكثير

برد لا يصل إلى درجات منخفضة جدا

الشبط

البرودة من السماء مصدرها الرياح العاصفة

يتميز بتكون الصقيع والانجماد

يبدأ النهار يطول والليل يقصر

البرد أكثر حدة وقسوة