ليس نكئاً للجراح، بقدر ما هو تذكير، بما حصل في مثل هذا اليوم من العام 1948.

فلسطين جريحة منذ ذلك الوقت، ممن كان منتدبا عليها من قبل الأمم المتحدة، وممن سرقها من أصحابها، بقرار دولي بغيض، وممن سلمها إلى عصابات الأرغون والشتيرن الصهيونيتين الإجراميتين.

في مثل هذا اليوم من عام النكبة، كانت دير ياسين تسبح في بحر من دماء أبنائها. 250 امرأة وطفلا وشيخا وشابا سقطوا مضرجين في دمهم، دون أن يعلموا سببا لذلك، سوى أنهم عرب فقط، والغازي يهودي جُرّد من إنسانيته، واعتنق مذهبا صهيونيا يتخذ من الدين غطاءً، تحت شعار الوطن القومي.

لولا الأجندة، والذاكرة، لنسينا مجزرة دير ياسين، وغيرها من المجازر التي عاصرها آباؤنا في بداية النكبة وعاصرنا بعضها منذ النكبة وحتى الآن، ولسان حالنا يقول إن النصر لا بد آت في يوم من الأيام.

إيماننا لن يتزعزع بأحقية وعدالة القضية الفلسطينية، ولو لم تكن قضية محقة لنُسيت وطُمست وتجاهلتها الأجيال. حقيقتها هي التي أبقتها في الضمير العربي، والضمير الإنساني، رغم كل المؤامرات الخارجية والداخلية عليها، لتحويلها من قضية شعب وأرض، إلى قضية يمكن أن تباع في السياسات الدولية الرخيصة.

مجزرة دير ياسين، ومجازر كفر قاسم وصبرا وشاتيلا وجنين، يجب أن تكون درسا للقادة الفلسطينيين لوضع خلافاتهم جانبا، والسير في طريق المصالحة الوطنية، قبل أن يلفظهم شعبهم.