وقد حثنا ديننا الكريم على العفو عن الناس ومدى أهميته في قربك إلى الله، قال تعالى (وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ)، فأعلم أنه كلما زاد عفوك وسماحتك كلما زاد قربك إلى الله وزاد حبك للبشر عامة والمجتمع خاصة وزاد علوك وقدرك في مجتمعك. كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم دائما يدعو ويقول (اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي) فإذا أردت العفو من الله فاعفو عمن أساء إليك ليكون لك رصيد عند ربك يسمى برصيد العفو (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) فاحتسب ذلك عند الله وليكن رسول الله قدوة لك، فما أحد لاقى ظلما من قومه كما لاقى رسولنا الكريم من كفار قريش حتى أتاه ملك من السماء وقال له، (...إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهِمُ الأخشبَينِ فعلتُ...) (أي الجبلين)
فكان رد ذي الخلق الكريم بمقوله (...بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ...). فاعفو عمن ظلمك، ليعفو عنك من تظلمه، يعف عنك ربك يوم الحساب ويزيد رصيدك.