موضوعان شغلا تفكيري هذا الأسبوع، وتزاحمَ حرفي ليكتب عنهما، الأول كذبة بيزوس الساذجة التي ‏صُنعت داخل طبل أجوف، ما أن علا صوته حتى تمزقت رقعته، ليرى العالم أجمع فراغ محتواها. أما الموضوع الثاني فهو العبث المتهور الذي ظهر به بعض مشاهير مواقع التواصل الذين يحملون للأسف الجنسية السعودية. أما الرابط بين الموضوعين فهو سمعة هذا الوطن والمواطن السعودي الذي يعمل ولي العهد -حفظه الله- على إظهارها بما يليق بنا كدولة وشعب، ويتحمل كل هذا الهجوم من ذرية الحسد الفاسدة الذين يعملون بلا كلل ولا ملل لطمس معالم نجاحنا وإنجازاتنا بالقذف والتدليس والكذب، يحاولون قذف أميرنا الشاب، ووطننا به دون جدوى؛ لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والصحيح أنه رجل أبهر العالم بفكره وعمله، ماضٍ لما هو مؤمن به بإصرار دون أدنى التفاتة لوحل الحاقدين.

لكن للأسف، حيث في الوقت الذي حمل به سمو ولي العهد مسؤولية هذا الوطن والمحافظة على سمعته وتطوير إنجازاته، نجد أن البعض بدلاً من أن يكون مسؤولاً عن سمعة وطنه وجنسيته، ويظهر للعالم التزامه ومسؤوليته وأخلاقه ورقيه، نجده للأسف يعمل عكس ذلك.

الكذب والتزييف والحرب الإعلامية ليست جديدة علينا، الجديد هو الطابع الكوميدي لهذه الكذبة العجيبة.

‏هل أفلست الحيل إلى درجة اهتراء التدليس، حد الغباء في حبكة الكذبة. أدرك تماماً أن مقولة (الحرب خدعة) هي فعلاً ما تقوم عليه إستراتيجيات الحروب في هذا الزمن، فسلاح العصر الأكثر فتكاً وتدميراً هو الإعلام ووسائل التواصل خاصةً مع دولة حربها عسكرياً ليس بالأمر الهين، ما يجعل الخصوم يستهدفون العقول خارج الحدود وداخلها لإضعاف خصومهم.

لكن أن تصل رداءة السلاح الإعلامي إلى حد كتابة سيناريو ضعيف لدرجة أن أي طفل من جيل وسائل التواصل يستطيع كشف افتراءاته، فهذه سقطة مضحكة جداً، قُلب السحر على الساحر ليرى العالم أجمع ما أصاب بنات أفكار أعدائنا من كسل أدخلهنّ في مرحلة سبات، أعتقد أنهن بحاجة ماسة إليه بعد ماراثون الركض المرهق في محاولة الوصول إلى نقطة انتصار تحفظ لآبائهم ماء وجوههم دون إنجاز يذكر، وبلغة أهل الرياضة نقول لهم (هارد لك) نحن بانتظار محاولة أخرى، والنتيجة محسومة لصالحنا بأمر الله.

ما سبق هو مرور الكرام على موضوع لا يليق بنا أن نقف عنده كثيراً؛ لأن ولي عهدنا -حفظه الله- أكبر من أن نضع اسمه في اتهامات طفولية هي بحد ذاتها ترد على نفسها، إضافة إلى أن إنجازاته كقائد، وإنجازات هذا الوطن بشعبه المؤمن بفكره ورؤيته، خير رد على كل حاسد حاقد يتمنى سقوطنا، فنحن اعتدنا منه رشقنا بتهم دوشتها اخترقت قلب حيلهم، وأسمعت العالم صوت كذبهم، أما نحن فعيار كذبهم أصاب خزائن الحقيقة، فتساقطت تفاصيلها جواهر عبأت جيوب كل مفلس بفكره فقير بأخلاقه.

لن أطيل هنا أكثر؛ لأني أرغب في الحديث عما أظنه أخطر، فعندما نكون نحن أبناء هذا الوطن من نسعى بقصد أو دون قصد إلى تشويه سمعته، ونرهق سفاراتنا وقنصلياتنا لتنقذنا من عبث وضعنا أنفسنا فيه فهنا يجب أن يكون لنا وقفة ننتصر بها لهذا الوطن، ونقول للعالم إن هذا ليس نحن وهذا التصرف لا يمثلنا، المؤلم لماذا هذه التصرفات اللامسؤولة من مشاهير «سوشال ميديا» فقد تعدوا سن المراهقة والطيش؟.

الخطأ الأول تجاوزناه؛ لأنه حدث بيننا وفي دارنا، اتهام وقذف واستهزاء تجاوزناه بصعوبة على أساس أنه خطأ غير مقصود، وأنه خيانة تعبير غدرت بصاحبها في غفلة منه.

لكن أن يتكرر الخطأ قصداً في بلد غريب له قوانينه وأنظمته التي نخترقها عمداً وبكل ما أوتينا من تحد وعنجهية، لنقوم بالتصوير والمجاهرة مع المفاخرة بما فعلنا، وعندما تضج مواقع التواصل بانتقادنا، نظهر بكل تكبر ونتهم الناس بالحسد والحقد والغيرة منا فهذا ما لا يجوز ولا يصح، وأن نضع سفارتنا التي تمثل وطننا في موقف محرج، لتخرجنا من براثن تبعيات العبث اللاواعي واللامسؤول، وبعدها نعتذر بعد أن كنا نتواقح، فهذا هو الطعن في سمعة الوطن والخطأ الذي لا يغتفر، حقا لا أعرف ماذا أقول!.

الوطن وقيادته ونحن كشعب نعيش فترة عصيبة من حروب أعداء ينتظرون منا زلة، حتى يشعلوا مواقع التواصل بها، فلماذا نعطيهم الفرصة على طبق من ذهب!.

أن يفعلها شخص عادي، يمكن أن يغفر له ألف شيء كجهل بالقوانين أو انعدام الوعي الكافي، لكن أن يفعلها مشاهير سوشال ميديا فهنا المصيبة الكبرى التي سيفرح بها كل كاره وحاقد.

أصعب شيء أن نكون نحن أبناء هذا الوطن من يعطي المطرقة لعدونا ليضربنا بها، رغم كل ما تفعله لنا الدولة والقيادة لتجعلنا على قائمة الدول علوا بإنجازاتنا ورقينا وأخلاقنا وواقعنا.

مؤلم حقا أن تصدر هذه التصرفات من مشاهير لهم وزنهم وثقلهم وتأثيرهم، وبدلاً من أن نكون سفراء للوطن وعوناً له نكون بتصرفاتنا عبئاً ثقيلاً عليه عندما نجبر سفاراتنا على لملمة ما تبعثر من تصرفاتنا العبثية.