استمرت ردود الأفعال الداخلية على الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية من الأحداث في سورية في التباين، ففي الوقت الذي ينتقد فيه بعض موقف حكومة الرئيس ميقاتي ويصفونه بالميوعة والتهاون، وأن حكومة ميقاتي اختارت الوقوف إلى جانب قتلة أطفال سورية، فإن مصادر أخرى تؤكد أن الموقف اللبناني الأخير في مجلس الأمن راعى خصوصيات وتوازنات الساحة اللبنانية بكل أطيافها فلم يرفض ولم يشارك في القرار أملا منه بعدم الانجرار إلى الغوص في الأزمة السورية الراهنة، ورغبة في إبقاء لبنان بعيداً عن تداعيات الصراع القائم .
وأبدى كثير استغرابهم من الحملات العنيفة التي تطال الحكومة ورئيسها نتيجة تعاملها العقلاني مع ملف الأزمة السورية، مؤكدين أن هذه الحملات إنما تستهدف إثارة النقمة على حكومة الرئيس ميقاتي وتعمل على تأليب الرأي العام ضدها من دون أي وجه حق أو مبرر، إلا البحث عن كيفية استعادة سلطة خسروها.
وكانت قوى المعارضة وخصوصاً نواب المستقبل قد واصلوا حملتهم العنيفة على الحكومة اللبنانية بسبب نأيها عن اتخاذ موقف من قرار مجلس الأمن الذي أدان النظام السوري أول من أمس، وقال النائب أحمد فتفت: "موقف لبنان من سورية في مجلس الأمن معيب، ونطالب مندوب لبنان نواف سلام بالاستقالة".