خلص اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ، المنعقد في القاهرة، حول خطة السلام الأمريكية إلى "رفض صفقة القرن الأمريكية - الإسرائيلية"، وجاء في قرار مجلس الجامعة المنعقد على مستوى وزراء الخارجية أنه تم الإجماع "رفض صفقة القرن الأمريكية - الإسرائيلية، باعتبار أنها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني، وتخالف مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة". كذلك شمل القرار، بحسب بيان الجامعة "تحذيراً من قيام اسرائيل بتنفيذ بنود الصفقة متجاهلة قرارات الشرعية الدولية، ودعوة المجتمع الدولي إلى التصدي لأي إجراءات تقوم بها حكومة الاحتلال على أرض الواقع".

من جهته كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الملك سلمان بن عبدالعزيز أبلغه أن السعودية دائما مع الفلسطينيين، وقال له: "وجهنا رسالة للإدارة الأمريكية رفضنا فيها خطة السلام"، موضحا أنه "لا نزال نؤمن بالسلام على أساس المبادرة العربية وقرارات مجلس الأمن". من جانبه، شدد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في كلمته خلال اجتماع الجامعة العربية على أن المملكة تقف مع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفاً: "نؤكد مجددا دعمنا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".

خطة السلام

انطلقت جلسة طارئة لمجلس جامعة الدول العربية، لبحث سبل مواجهة خطة السلام في الشرق الأوسط التي أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، وتحدث الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، قائلاً: "نريد بلورة موقف عربي موحد إزاء خطة ترمب للسلام"، واصفاً الخطة الأمريكية بأنها "مخيبة للآمال"، أضاف: "ندرس كل ما يطرح علينا، ومن حقنا أن نقبل أو نرفض".

عودة التفاوض

وأشار أبو الغيط إلى أن "إسرائيل تفهم الخطة الأمريكية للسلام بمعنى الهبة، ولا يمكن العودة للتفاوض بناء على الحد الأدنى لحقوق الفلسطينيين"، ودعا الفلسطينيين إلى "إنهاء الانقسام الداخلي لمواجهة التحديات". من جانبه، تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع الجامعة العربية، وقال: "لو كانت أمريكا طرفا في اتفاق أوسلو لما تم". وأوضح أن "خطة أمريكا تفرض سيطرة أمنية كاملة لإسرائيل على غرب نهر الأردن"، وأضاف أن "القدس ليست للفلسطينيين وحدهم وإنما للعرب جميعا"، وتابع إن "واشنطن أمهلتنا 4 سنوات لتنفيذ خطة السلام، وإسرائيل باشرت بها فورا".

يهودية الدولة

وقال الرئيس الفلسطيني "طلبوا منا الاعتراف بيهودية الدولة التي تضم عرباً ومسيحيين"، ولفت إلى أن "الاحتلال يهدم منازل فلسطينيين بشكل يومي لبناء مستوطنات جديدة"، وأشاد بردود الفعل العربية والدولية ضد الخطة الأمريكية، قائلاً: "سنتوجه إلى مجلس الأمن للبحث عن حل لقضيتنا"، وتابع: "الملك سلمان قال لي إن السعودية دائما مع الفلسطينيين"، وقال: "وجهنا رسالة للإدارة الأمريكية رفضنا فيها خطة السلام"، موضحا أنه "لا نزال نؤمن بالسلام على أساس المبادرة العربية وقرارات مجلس الأمن".

مصر مع الحقوق

من جهته، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن مصر تقف مع الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، وأضاف أن محددات "تسوية السلام تستند لقرارات الشرعية والمبادرة العربية".

الأردن تقف مع فلسطين

وقال زير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من جهته، إن "السلام الشامل والعادل يلبي حق الشعب الفلسطيني في دولته وعاصمته"، مشيراً إلى أن "السلام يجب أن يتم وفق مقررات الشرعية الدولية وإلا التداعيات ستكون خطيرة".

رفض الخطة

وفي وقت سابق، نقلت الوكالة الفلسطينية عن وزير الخارجية، رياض المالكي، أن فلسطين تقدمت بمشروع قرار لرفض خطة السلام الأمريكية، وعدم التعاطي معها بأي شكل من الأشكال، وقال المالكي: "نتوقع من كافة الدول العربية أن تتبنى وتوافق على مسودة القرار ليصبح قراراً بالإجماع".

وفى نيويورك، واصلت بعثة فلسطين الدائمة لدى الأمم المتحدة تحركاتها في أروقة الأمم المتحدة ضد خطة ترمب للسلام، وأوضحت البعثة، في بيان لها أن مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، التقى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تيجاني محمد باندي، الذي أكد أن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال وحل الدولتين على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعلى قاعدة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة ذات الصلة.