أحيت فتيات هروب -شرق منطقة جازان- صناعة دباغة الجلود، وأعدنها إلى الواجهة من جديد، بعد اندثارها سنوات عدة، في وقت جذبت أشكالُ وزينة الجلود الزوار والأهالي الذين تسابقوا على اقتنائها، لتزيين منازلهم، وسط حرص الفتيات على توارث مهنة الآباء.

وتتميز محافظة هروب -شرق جازان- عامةً، وقبيلة الصهاليل خاصة، بنساء يدبغن الجلود، ومن أفضلهن الدابغة سعيدة حسن صهلولي، التي فاقت بحرفتها الجميع بمراحل متعددة، بالطرق التقليدية الجيدة، وإحيائها الموروث الشعبي في المحافظة التي تتميز بماض عريق منذ عقود من الزمن، باعتبار الجلود في الوقت الحاضر من الحرف والصناعات المندثرة، إلا أنها أصبحت سلعة مهمة يتسابق عليها الجميع.

حرف يدوية

تحتضن محافظة هروب كثيرا من أنواع من الحرف اليدوية، والصناعات التقليدية، بأشكال متعددة تتميز بالرقي والإبداع، توارثها الأجيال عن الآباء والأجداد، ما جعلها موروثا شعبيا متناقلا ومتعارفا به، إذ لا يكاد يخلو بيت من بيوت المحافظة من تزيينه بتلك الحرف اليدوية، والتي حوّلها الأهالي إلى رمز تفاخر بين القبائل.

تسابقت الأسر المنتجة في هروب على التنافس في تحويل الصناعات التقليدية إلى مصدر دخل لهم، والاعتماد عليها لجلب الرزق، ولعبت السياحة دورا بارزا في زيارة السياح من داخل وخارج المملكة لمحافظة هروب، وإبراز حضارتها.

أوضحت الحرفية وصانعة الجلود سعيدة صهلولي لـ«الوطن»، أنها تطمح إلى تطوير حرفتها، مطالبة من لديهم الاهتمام بهذا الموروث، بدعمها بالأفكار والخطط، وبعض الآلات الحديثة، وذلك لمساعدتها على الإبداع، بشكل يتناسق مع العصر الحديث، مشيرة إلى أن السوق الشعبي الحرفي بدأ بالنهوض منذ فترة زمنية حديثة، وأن الإقبال كبير، لتحقيق دخل مميز خلال بيع الصناعات والجلود التي أصبحت ضمن اهتمام البائعين والبائعات، ويعتمد عليها في تحقيق موارد مالية كبيرة، خاصة أنها مرغوبة من الزوار.

أكدت الصهلولي أن صناعة الجلود تمر خلال 12 مرحلة، ممثلة في: أخذ جلد الذبيحة بعد سلخها، ووضع الملح عليها، وتغطيتها بكيس بلاستيك، وغسله بالملح والماء لساعتين، وحشوه بثمرة الحدق، وأوراق شجرة التين، ثم تفريغ الجلد من الثمار بعد 24 ساعة، وإزالة الفرو بأدوات غير حادة تفاديا لقطع الجلد، ووضع أوراق شجر يسمى «الشت»، بعد طحنه وتجفيفه، وتركه 14 يوما، واستبدال الأوراق بأخرى جديدة، لـ30 إلى 60 يوما، ثم تكرار العملية في المرحلة السابعة التي وصلت إلى نضوج الجلد، ويعرف بأخذ قطعة صغيرة من طرف الجلد كعينة، ويتم تجفيفها لـ24 ساعة في الخارج، بعيدا عن تعرضها لأشعة الشمس، وعندما يلاحظ لونها قد أصبح كالمطلوب بين الأبيض والأصفر الفاتح، يتم التأكد من نضوج الجلد، وإخراجه، وغسله من الأوراق جيدا، وتجفيفه في الهواء الطلق، كي يصبح ليّنا، وقابلا للتمديد، ثم تعبئته بالماء الدافئ، وإغلاقه جيدا من ناحية الأطراف، ويتم استخدامه كقربة ماء، حسب استخدامات صاحبه، والذي سيكون ممددا دون فتحه.

12 مرحلة لصناعة الجلود

أخذ جلد الذبيحة بعد سلخها

حشوه بثمرة الحدق وأوراق شجرة التين

وضع الملح عليها

تغطيتها بكيس بلاستيك، وغسله بالملح والماء لـساعتين

أخذ قطعة من طرف الجلد، وتجفيفها لـ24 ساعة بعيدا عن الشمس

تفريغ الجلد من الثمار بعد 24 ساعة

إزالة الفرو بأدوات غير حادة تفاديا لقطع الجلد

التأكد من نضوج الجلد، وإخراجه، وغسله من الأوراق جيدا، وتجفيفه

وضع أوراق شجر «الشت»، بعد طحنه وتجفيفه

تركه 14 يوما

استبدال الأوراق بأخرى جديدة، لـ30 إلى 60 يوما

يصبح الجلد لينا، وقابلا للتمديد، ثم تعبئته بالماء الدافئ، وإغلاقه جيدا