ما إن يحل موسم الشتاء إلا ونرى مزارع وجبال منطقة الباحة يكسوها البياض الوردي وكأنها عقد من لؤلؤ، ونرى أشجار اللوز وقد كست أغلب الأماكن بجمال لونها وزهورها الصغيرة.

وتسمى ثمرة اللوز في بدايتها بالغضاريف أو القضاريم ويتم أكلها مثلما هي خضراء، أما محصوله يُسمى اللباب، وتوجد في الغضروف بذرة لبابة أو إثنتين، وعندما تنضج يتم جنيها باليد أو تضرب بالعصا وتسقط ويتم جنيها. وتُعد شجرة اللوز منذُ القدم مصدر غذاء ورزق لأهالي المنطقة.

ظروف مناخية

تعتبر منطقة الباحة المكان الأفضل لزراعة شجرة اللوز، حيث تتميز بتحملها لظروف المناخ، ولا تحتاج لكمية مياه كبيرة حيث ترتوي من مياه الأمطار، ويبدأ موسم إنتاجها في فصل الشتاء الذي يشتهر عادةً بغزارة الأمطار.

وتنتج شجرة اللوز ما يعادل 200 كجم في الموسم، ويتفاوت سعره فنجده في أول الموسم مرتفعا نظراً لأنه أول محصول وحسب الكمية المتواجدة سوقياً، ثم ينخفض تدريجياً بعد ذلك، ويعود مرةً أخرى للارتفاع في النهاية.

انحسار واندثار

مع مرور الوقت قل الاهتمام بشجرة اللوز تدريجياً ولم نعد نراها سوى في أماكن معينة، ويعود ذلك لأسباب عِدة منها عدم الاهتمام بزراعتها ومراقبة محصولها، وسفر المزارعين المهتمين بها خارج المنطقة وإنشغالهم بالوظائف والتجارة، وتزايد أعداد القرود التي تقوم بأكل الثمار، وقيام رعاة الغنم بقطف الشجر للمواشي، كما أن الأشجار تتواجد بجانب بعضها ما يؤدي إلى عدم أخذ كفايتها من الماء، إضافة إلى وجود بديل منافس من اللوز المستورد الذي يغزو المنطقة.