على مدى العقدين الأخيرين، نما نظام الدفع الإلكتروني حول العالم بشكل كبير، نتيجة انتشار رقمنة المدفوعات والتسوق عبر الإنترنت والخدمات المصرفية، إلا أن مشروع «تجميل النقود الورقية» الذي تقوده اليابان - وكشف عنه تقرير التمويل والتنمية الصادر عن صندوق النقد في سبتمبر- بات يهدد الدفع الإلكتروني، مع تبنيه إيجاد عملات ورقية تعيش لأكثر من 20 عاما، حيث ستصبح أول دولة تعتمد على تقنية الهولوجرام في أوراقها النقدية.

تهديد الرقمنة

وفقا لما أوردته وزارة المالية اليابانية، فإن الصور المجسمة على الأوراق النقدية الجديدة، التي تدور حول نفسها لدى إمالتها قليلا، هي الأولى من نوعها على المستوى الدولي. وتتميز الأوراق النقدية المعاد تصميمها بعناصر أمنية إضافية جديدة منها علامات مائية ذات درجة عالية من الوضوح، وخطوط مجسمة، ورقعة ضوئية مجسمة. وستتضمن المواد المستخدمة في صنع الأوراق النقدية أليافا يابانية.

وعلى الرغم من أن الحكومة اتخذت إجراءات لتشجيع التعاملات المالية غير النقدية «رقمنة المدفوعات»، فإن النقود لا تزال تتمتع بشعبية كبيرة في اليابان مقارنة بغيرها من البلدان. بينما يتزايد معدل استخدام المدفوعات بلا نقود في عدة دول، فإن حجم العملة المتداولة آخذ في التزايد، حسبما ذكره ممثلو وزارة المالية، والتقنية الجديدة ستوفر عملة يمكن الاعتماد عليها بدرجة كبيرة. وهذه التصاميم الجديدة ستحقق هذا الهدف.

مكافحة التزوير

كشفت وزارة المالية اليابانية عن عدد من التدابير اللازمة لمكافحة التزوير. وستحتوي التصميمات الجديدة على نظام علامة مائية تفصيلي، وصور ثلاثية الأبعاد تظهر وكأنها تحرك الصور على الفواتير عند تدويرها، لتصبح أول دولة تعتمد تقنية على الهولوجرام في أوراقها النقدية. وستصبح التصاميم الجديدة قيد التداول، وذلك إلى جانب الأوراق النقدية المحلية التي أُعيد تصميمها آخر مرة عام 2004. ورغم أن وزارة المالية قد أعلنت عن طرح عملة جديدة بقيمة 500 ين عام 2021، فإنه لن يُعاد تصميم عملة الألفي ين النادرة.

صور مجسمة

تعمل اليابان على تزيين عملتها الورقية بالصور المجسمة، والشخصيات الرائدة، والأعمال الفنية المبدعة، ويشمل المشروع فئة الألف ين ياباني، حيث سيكون على أحد وجهيها خلال 4 سنوات صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد لأحد رواد علم الأحياء الدقيقة، وعلى الوجه الآخر واحدة من أشهر أعمال الطباعة بقوالب الخشب في العالم المعروفة باسم «أوكييو إه». أما الأوراق النقدية من فئة خمسة وعشرة آلاف ين فستظهر عليها صورة ثلاثية الأبعاد لإحدى رائدات تعليم المرأة ورجل اشتهر بأنه أبو الرأسمالية اليابانية. وستطرح الأوراق النقدية الجديدة التي يعاد تصميمها كل 20 سنة، للتداول في عام 2024 بينما ستطرح العملات المعدنية الجديدة قبل ذلك.

3 شخصيات

تصدر الأوراق النقدية الجديدة تكريم ثلاث شخصيات قيادية من القرنين الـ19 والـ20 أسهمت في نهضة اليابان الحديثة الأولى: إيتشي شيبوساوا (1840–1931) أبو الرأسمالية اليابانية، الذي ستظهر صورته على الورقة النقدية من فئة عشرة آلاف ين، وهي الورقة النقدية الأوسع تداولا في اليابان. وأوميكو تسودا (1864 – 1929)، الرائدة في مجال تعليم المرأة، التي ستظهر صورتها على الورقة النقدية من فئة خمسة آلاف ين. وكانت تسودا في طفولتها في عام 1871 إحدى أوائل الطالبات اللاتي تم إيفادهن للدراسة في الخارج في إطار برنامج دبلوماسي حكومي، وكان ذلك بعد مرور عقدين فقط من انتهاء فترة عزلة اليابان التي امتدت أكثر من 200 عام. وبعد عودتها إلى اليابان كافحت في سبيل حصول المرأة على التعليم العالي، وفي نهاية المطاف أسست عام 1900 واحدة من أولى كليات تعليم البنات في اليابان هي الآن جامعة تسودا. والثالث شيباسابورو كيتاساتو (1853-1931)، الطبيب وأخصائي علوم الجراثيم، الذي ستظهر صورته على الورقة النقدية من فئة الألف ين. وكان «كيتاساتو» قد اكتشف العامل المسبب في العدوى المؤدية إلى الطاعون الدبلي، كما أسس «معهد الأمراض المعدية»، وأرسى قواعد الطب الحديث في اليابان. وقد رشح كيتاساتو لنيل جائزة نوبل في عام 1901.

الهولوجرام

أحد تطبيقات الليزر لإنتاج واقع افتراضي مجسم

يعطي صورا تخيلية مجسمة ثلاثية الأبعاد مسجّلة لكل المعلومات

يحوي مقطعين للكلمة، المقطع الأول، وهو Holo والذي يعني whole أي كامل، وgram يعني message رسالة أي الرسالة الكاملة أو الصورة الكاملة