برزت هوايته بتقفي الآثار منذ عام 1418 مما جعله يطلب التقاعد المبكر، فحمل أغراضه على ظهره وسلك الأودية والشعاب وتسلق الجبال حتى حقق أكثر من 40 موقعا أثريا في منطقة الباحة، خلافا للتحقيقات الثقافية والتراثية إنه إبراهيم الزهراني، الذي ألف كتابا من إصدارات النادي الأدبي بمنطقة الباحة بعنوان (الثراء الثقافي الأنثروبولوجي بمنطقة الباحة) يتحدث عن الثقافات من منظور أنثروبولوجي، والذي تناول فيه حياة الإنسان من قبل التاريخ، وإنسان الكهوف، وبداية اللغة والمسميات، مستشهدا بالرسوم والمراجع التاريخية، يعمل الآن على إصدار موسوعة الآثار والتراث والثقافة بمنطقة الباحة، خلافاً لما حقق من أبحاث في هذا المجال.

البداية

يقول إبراهيم الزهراني: تعلمت قراءة النقوش بدءا بالقراءات «السيميلوجية» التأملية، ثم بداية الأعراق والصوتيات واللغات، ودراسة الكتابة الصورية الهيروغليفية، والكتابة الثمودية الأولى التي تمتد إلى 7 آلاف عام، وتدرجها التاريخي حتى خط المسند السبئي، والحميري، والثمودي القديم، والوسيط، والحديث حتى 1300 قبل الميلاد.

الاستكشاف والأصدقاء

أضاف الزهراني قائلا: إن أول رحلة لي كانت عام 1418 بصحبة الدكتور عماد الدين الموصلي كانت رحلة استكشاف لتاريخ المدرجات الزراعية، وقد استغرق منا ذلك البحث قرابة الشهر في عمل دؤوب، وكانت نتائج البحث: أن عمر هذه المدرجات الزراعية 10 آلاف عام قياسا ببناء أول مدرج زراعي، ومساحته، وارتفاع الجدار، وانتظار عمليات الترسيب من التربة مع مساهمة الإنسان البدائي بداية اكتشاف الزراعة في جمع التربة، وقياسا بحجم ما ترسب في المدرج الأول بالمتر المكعب، فإن هذا العمل يستغرق 3 سنوات كمتوسط حسابي.

أهم الآثار

ذكر الزهراني أن من أهم الآثار في منطقة الباحة هي الرسوم الملونة في الشدوين الأعلى والأسفل، فهي جدلية تحتوي على طوطميات لاهوتية، وكذلك أساطير عالمية ترتبط بحضارات بابل والآشوريين، أما الأثر الثاني المهم فهو: الثالوث وهو عبارة عن صخرة صغيرة من الجرانيت نقش عليها حيم يحمي بشكل هندسي فلكي بحيث تستخدم مزولة فلكية ودعاء ثمودي بواسطة الإله حيم عند الثموديين، وهذا النقش يعود إلى 2000 قبل الميلاد.

وتمتد بعض هذه النقوش إلى 7 آلاف عام، والأجداد استخدموا بعض الأحجار التي تحتوي على نقوش بالخط الكوفي تعود للقرن الهجري الأول وقاموا بالبناء بتلك الأحجار مقلوبة، وهذا دليل أن الأهالي قبل قرن من الزمان عاشوا في أمية وجهل وصراعات، وأوضح أن قراءة النقوش والرسوم مرهقة جدا، قائلا: «أتردد على الموقع أكثر من ثلاث مرات، لأعاود القراءة خلافا للعودة والبحث عن اسم الشخصية المكتشفة».