أفصح محافظ محافظة المهرة الشيخ راجح سعيد باكريت، أن ما حدث من أعمال تخريبية في المهرة تقف وراءها جماعات مسلحة خارجة عن القانون، حاولت استهداف فريق من قوات التحالف وقوة أمنية وعسكرية مرافقة له، أثناء توجههم إلى منفذ شحن لأداء مهمة.

وأضاف باكريت في تصريح لـ»الوطن» أن فريقاً من المهندسين التابعين لقوات التحالف ترافقهم قوة أمنية، تحرك الاثنين 17 فبراير 2020، إلى المنفذ البري في شحن، أحد منافذ الجمهورية اليمنية في محافظة المهرة على الحدود مع سلطنة عمان، لإصلاح خلل في أجهزة الكشف بالأشعة في المنفذ، وعند مرورهم باتجاه شحن من منطقة حات تفاجؤوا بوجود كمائن من جماعات مسلحة خارجة عن القانون في منطقة فوجيت التي تقع ما بين مدينة الغيضة عاصمة المحافظة ومنفذ شحن، مما أدى إلى حدوث اشتباكات مع هذه الجماعات التخريبية المعتادة على تهريب الأسلحة والمخدرات.

الجماعات التخريبية

بيّن أن القوات المرافقة لفريق التحالف برفقة المهندسين قامت بالرد والتصدي لهذه الجماعات التخريبية المزودة بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وصواريخ الكتف وبوازيك RPG 7 ، وتمكنت تلك القوات من إعطاب سيارة من نوع لاندكروزر وإحراقها، ومصادرة سيارة من نوع شاص لاندكروزر عليها 6 أسلحة أتوماتيكية متوسطة تعرف بالمعدل، إضافة إلى قاذفات RPG 7 وصاروخ كتف، وحدوث 3 إصابات بينهم ضابط وجنديان، وذلك مع تحليق مكثف ومستمر من طائرات أباتشي تابعة للتحالف مساندة للقوات التي تواجه الجماعات وعصابات التخريب والتهريب.

إصلاح العطل

أشار المحافظ إلى أن قوة التحالف برفقة الفريق الهندسي وجد التعاون الكامل ووصل إلى المنفذ وباشر مهامه في إصلاح العطل والخلل في أجهزة الكشف بالأشعة، والاطمئنان على استمرار سير العمل بالمنفذ بشكل طبيعي وعلى نحو جيد وعدم تعطيل مصالح العامة، إلى جانب التحرك وإصلاح بعض الثغرات في المنفذ بما يعزز الإجراءات الأمنية ومكافحة التهريب بشتى أنواعه.

وأكد أن السلطة المحلية ووحدات الأمن والجيش في المحافظة ستبقى على نفس المنوال في التصدي لكل محاولات التخريب والتعاون الكامل مع قوات التحالف لما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة.

تعزيزات وإسناد

أوضح المحافظ أنه على أثر تلك الكمائن واستهداف فريق التحالف والقوة المرافقة قام بالتوجيه بتحرك تعزيزات وإسناد للقوة المواجهة في منطقة فوجيت للعصابات المسلحة، وتحركت بالفعل قوة تعزيز وإسناد للقوات ليتم التصدي بكل قوة لتلك العصابات وإفشال مخططاتها باستهداف قوات وفريق التحالف.

ولفت إلى أن التعزيزات تضمنت الشرطة العسكرية وكتيبة المهام الخاصة وحراسة المنشآت وحماية الشخصيات وكتيبة الطوارئ والدعم وقوة من التحالف مزودة بأطقم مدرعة وعربات مصفحة، لكنها تعرضت هي الأخرى إلى كمائن عند وصولها إلى منطقة تنهالن من الجماعات الخارجة عن القانون، وتم التعامل معها بما يقتضيه الموقف، مما أدى إلى فرار العصابات.

اعتراض القوة

أكد باكريت أنه أثناء حدوث الاشتباكات والمواجهات وبالتواصل بالقيادة السياسية تلقوا توجيهات واضحة وصريحة من رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح، مفادها التصدي بقوة وحزم لجماعات التخريب والتهريب، والتعاون الكامل مع قوات التحالف في تأدية مهامهم لما فيه صالح البلدين، وتابع: تم تنفيذ التوجيهات بكل قوة ودون تهاون. بينما كانت بقية الوحدات والأجهزة الأمنية في جاهزية عالية للتصدي بحزم وقوة لجماعات التخريب والتهريب.

وبين المحافظ أنه قام بتوجيه الأجهزة والوحدات الأمنية والعسكرية برفع الجاهزية وتكثيف الدوريات المتحركة وتعزيز نقاط التفتيش الثابتة وضبط أي جماعات مسلحة أو مظاهر تهريب، إلى جانب ضبط أي إصابات قد يتم إسعافها، وكذلك منع أي تعزيزات قد تأتي لتلك الجماعات الإجرامية الخارجة عن القانون.

وبين أن قوات من الجيش والأمن تحركت ليلاً حتى منطقة حات واستقرت في أحد المعسكرات، وقامت حسب الخطة المعدة بتمشيط الخط من فرق الاستطلاع إلى منفذ شحن دون أي اعتراض أو وجود أي من تلك العصابات أو الجماعات التخريبية المسلحة، بعد أن تم تلقينها درسا قاسيا بكل حسم وجدية وعدم تهاون.

لجنة الاحتجاج

على الصعيد نفسه، أكد مصدر مطلع أن من يسمون أنفسهم لجنة الاحتجاج عبارة عن عصابات تهريب أسلحة ومخدرات، وأنهم يرفضون أي وجود أو حماية للمنفذ أو رقابة، لافتاً إلى أن عمليات التهريب سوف تتوقف في ظل وجود الرقابة أو القوات.

وكانت «الوطن» نشرت خلال الفترات الماضية معلومات تكشف وتؤكد تخطيط تنظيم الحمدين لإسقاط المهرة بأيدي مهربي الأسلحة والمخدرات، وأكد مصدر أن الأحداث التي تتوالى في المهرة وراءها دعم وتمويل قطري، وأن ضابط المخابرات القطري العقيد سالم الخليفي ومسؤول الملف اليمني قضى فترة من الزمن هناك بصحبة فريق خاص.

تهريب السلاح للحوثي

كشف مصدر أمني أن التهريب عبر منفذ شحن الذي يعتبر أحد أكبر ممرات التهريب للحوثيين، وتم خلاله مراراً تهريب كميات من الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين عن طريق عدد من التجار اليمنيين وعناصر تابعة للجماعة، وذلك باستغلال تصاريح رسمية لبعض تجار الأبقار والمعدات الزراعية.

وأوضح أن عمليات التهريب تشمل أسلحة وقطعا للصواريخ، وتتم عن طريق شاحنات كبيرة مضللة، تشحن بمواد غذائية في أعلى الشاحنة، بينما عند التفتيش تظهر الأسلحة المخفية في أسفل الصندوق وتكرر ذلك مرارا، وتم إحباط عدد كبير منها كانت تقوم بالتهريب في هذا المنفذ.

أهمية منفذ شحن للحوثيين

- يعتبر أحد أكبر ممرات التهريب للحوثيين بمساعدة قطرية

- شهد مرارا تهريب كميات من الأسلحة الإيرانية

- التهريب عبر تصاريح لبعض تجار الأبقار والمعدات الزراعية

- التضليل بشاحنات تحمل مواد غذائية وأسلحة مخفية تحتها