أديب في مكتبه الموجود في غرفته. منكب على كتبه يقرأها أغلب ساعات يومه. مبدؤه القراءة مجدية دائما. يقرأ متأملاً. يقرأ مفكراً. يقرأ ثم يضع خطوطا على ما قرأ. يعرف أشياء كثيرة من الكتب. يتكلم كأنه فيلسوف لأن ذاكرته مخزن المعلومات والأفكار والمعارف والأحداث والأشخاص والأماكن التي قرأ عنها في كتبه. لكنه ينسى ما قاله أمس ولا يعتبر نسيانه يعيبه. مرة قال لصاحبه: كتب نجيب محفوظ أن الكتب تهيئ للإنسان حالات يهواها. حينما يفرغ من قراءته الكتب، يكتب نصوصاً ثم يرسلها إلى مجلات إلكترونية مختلفة. لا يساوره شك في جودة كتاباته، بدليل الإعجاب الذي يستقبله به قراؤه. كاتب في نصوصه عن موضوعات متنوعة. كتب عن عواطفه الطاهرة وعن جماليات مجتمعه وعما قرأه من نصوص كتاب عظماء، وعن أشخاص مهمين في حياته وعن حيوانات أليفة أعجبته، وعن أماكن عجائبية زارها وعن آلات صناعية أدهشته، وعن رسومات تشكيلية لفتت انتباهه... إلخ. لم يهجر القراءة أو الكتابة يوماً. عقله مشغول بالتفكير. عيناه مثابرتان على القراءة والتأمل. يداه منهمكتان في التصفح والكتابة. ينطق فمه بكلامه الصادق. أذناه ترفضان سماع الأكاذيب والإشاعات والسفاهات. مثقف من الدرجة الأولى، أدرك مجموعة المعارف الإنسانية. عبقريته تنمو داخله يوماً بعد يوم. قبل عامين أمضى أسابيع يكتب قصته القصيرة التي شارك بها في مسابقة القصة القصيرة المحلية، فربح ونال جائزة مالية وحاز شهادة تقدير، استلمها يداً بيد من راعي المسابقة. أديب إنسان ظريف لطيف، محبوب من أفراد عائلته وأصدقائه وزملائه والغرباء الذين قابلهم واحتك بهم حسب ظروف المصادفات التي جمعته بهم. (سبعة أولاد رائعون)، قصة كتبها عن أصدقائه الذين زاملهم في مرحلته الثانوية. أصدقاؤه السبعة أعجبتهم القصة المكتوبة عنهم، شكروه عليها. أحدهم قابله في مقهى، أهداه ساعة بجلد أسود وقلم ريشة حبره أزرق وكبكين فضّيين لامعين، ومسبحة من كرات خرز فيروزي. «أشكرك شكراً جزيلاً يا منصور، إن هديتك لي رهيبة»، بهذه العبارة الموجزة رد وهو في حالة امتنان ممزوج بحياء وفرحة تكسو ملامح وجهه.