أعرب حلف شمال الأطلسي عن تضامنه مع أنقرة ودعمه لها بعد مقتل 33 جنديا تركيا على الأقل في سوريا، لكن دون أن يقدّم تعهّدات بأي إجراءات جديدة ملموسة للدفاع عن القوات التركية، وعقد مجلس الحلف محادثات طارئة بطلب من تركيا بعد غارة جوية في إدلب نُسبت إلى دمشق برفع منسوب التوتر.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلفاء وافقوا على المحافظة على الإجراءات القائمة حاليا لتعزيز قدرات تركيا الدفاعية الجوية، لكنه لم يلمّح إلى أي خطوات جديدة تتجاوز التعهّد بشكل عام بالبحث في ما يمكن القيام به أكثر من ذلك.، وقال "يقدّم أعضاء حلف شمال الأطلسي الدعم لتركيا اليوم. نعزز دفاعاتهم الجوية ولدينا طائرة ضمن نظام الإنذار المبكر والتحكم جوا، تساعد في مراقبة الأجواء وهناك كذلك زيارات للموانئ ونقدم أشكالا أخرى من الدعم".

وأضاف "لكن الحلفاء يبحثون على الدوام عن ما يمكنهم القيام به أكثر من ذلك لتقديم مزيد من الدعم لتركيا".

بدوره، دعا متحدث باسم الرئاسة التركية في وقت سابق إلى إقامة منطقة حظر جوّي لحماية المدنيين في إدلب، حيث تحاول قوات الرئيس السوري بشار الأسد استعادة آخر معقل لفصائل المعارضة. واستعادت قوات الأسد مدعومة بضربات جوية روسية منذ ديسمبر أجزاء من منطقة إدلب، في هجوم دفع مليون شخص للنزوح. ودان ستولتنبرغ دمشق وموسكو وحضّهما على وضع حد للعنف في إدلب، وقال "ندعو روسيا ونظام الأسد لوقف الهجمات، ووقف الهجمات الجوية العشوائية والانخراط في ودعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل دائم سياسي وسلمي للأزمة في سوريا".

المادة الرابعة

من جهته، جدد وزير الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزبف بوريل الدعوة إلى وقف التصعيد محذرا من أن الأزمة قد تخرج عن نطاق السيطرة، وقال "هناك خطر الانزلاق إلى مواجهة عسكرية دولية كبرى. سيؤدي ذلك إلى معاناة إنسانية لا تطاق وتعرض المدنيين للخطر". ودعا الحلف الأطلسي إلى الاجتماع الجمعة بموجب المادة الرابعة من ميثاق الحلف الذي يتيح لأي دولة عضو طلب عقد محادثات إذا اعتقدت بوجود تهديد لـ"وحدة وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي أو أمنها". والمادة منفصلة عن المادة الخامسة المرتبطة بميثاق الدفاع المتبادل عن النفس التي تتحدّث عن الهجوم على أراضي أي بلد عضو.

وتأتي آخر الخسائر التركية في إدلب بعد أسابيع على التوتر المتزايد بين أنقرة وموسكو. وترفع حصيلة العسكريين الأتراك الذين قتلوا في المحافظة السورية هذا الشهر إلى 53.

ودعت أنقرة لعقد المحادثات بموجب المادة الرابعة عدة مرّات خلال السنوات الأخيرة بينها مرتان في 2012 كانت إحداهما عقب إسقاط قوات النظام السوري إحدى مقاتلاتها، ومرة في 2015 عقب سلسلة هجمات إرهابية في تركيا. وبعد أحداث 2012، وافق حلف الأطلسي على نشر منظومة باتريوت الدفاعية في تركيا.