وزير التربية والتعليم يقول في برنامج الثامنة مع داوود الشريان إن هناك أزمة في الأراضي لأجل بناء المدارس، وقبل ذلك وزير الإسكان يقول إنه لا توجد أراض كافية لتنفيذ مشروع الإسكان! إذاً أين الأراضي ولمن المساحات الشاسعة؟ الجميع أصبح يتحدث بشكل واضح ومكشوف عن أزمة "الأرض" في بلد مترامي الأطراف. لماذا لا تتحق هيئة مكافحة الفساد في الأمر؟

هل ستتعطل مشاريع الدولة المستقبلية لأن هناك مساحات شاسعة من السعودية لا أحد يعرف كيف ينازع أصحابها، أو يبني عليها مشاريع؟ والوزارات غير قادرة على تنفيذ المشروعات التنموية والحيوية التي يحتاجها الناس بسبب شح الأراضي، ومع ذلك وفجأة نقرأ في الصحف عن إعلانات مخططات سكنية للبيع. كيف أصبحت فجأة مخططات سكنية، وقطع أراض تباع وتشترى في لمح البصر؟!

مثل ما هناك مساحات شاسعة في كل المدن لإقامة الاحتفالات وتأجير تلك المساحات، هناك مساحات مجهولة المصير ومجهولة الملكية، لا يعرفها أحد سوى صاحب الصك. وهي أرض موات.

تستطيع هيئة مكافحة الفساد بدلا من إعلاناتها التثقيفية أن تستفيد من المواطن الذي يتم تثقيفه عبر الإعلان وتقوم باستقبال مشاهداته عن المساحات المحاطة بسياجات، أو بعض قطع الأراضي المشوهة لجمال المدن والتي لم يتم بناؤها، وظلت قطعا خاما يشاهدها المواطن بشكل يومي ويتساءل: بكم؟ لمن؟ كم مساحتها حتى. موضوع شح الأراضي مخيف جدا، ويتطلب فتح هذا الملف بكل شفافية حتى يتم تطبيق العدالة بمفهومها الحقيقي الذي يخدم المجتمع، وينصف حتى الأرض ممن يريد إماتتها لأجل "مخطط"!.