تتخوف إيران من أن يؤدي اتفاق السلام، الذي أبرم بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، وإيقاف الحرب أن يقلل نفوذها ونفوذ مؤيديها المذهبيين في البلد الذي تمرح فيه طهران منذ رحيل نظام طالبان 2002، ما دفعها إلى المسارعة برفض الاتفاقية تحت مبررات تهميش دول الجوار. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية ذكرت أن ما يسمى بـ"اتفاق السلام" بين طالبان والولايات المتحدة محاولة من جانب واشنطن لتبرير وجودها غير القانوني في أفغانستان، وأن "الجمهورية الإسلامية تعد الإجراءات الأمريكية محاولة لإضفاء الشرعية على وجود قواتها في أفغانستان.. ليس للولايات المتحدة وضع قانوني للتوقيع على اتفاق سلام أو اتخاذ قرار بشأن مستقبل أفغانستان".

ولكن يفسر مراقبون أن الموقف الإيراني الرافض للاتفاق ومن قبل المفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة تغذيه مخاوف من أن تؤدي التهدئة إلى تقليص دورها الهدام في الدولة الغارقة في الحروب، رغم أنها تمكنت من ترويض حركة طالبان ومحاولة احتواء وإنهاء حالة العداء المذهبي تحت مزاعم "وجود العدو الأمريكي المشترك" ومدها بالسلاح والعتاد والمال.

لا وقف للحرب

لا ترغب إيران في توقف الحرب في أفغانستان وأن استمرارها يوفر لها سوانح سياسية وأمنية للتحرك في المنطقة وتقوية مؤيديها الطائفيين سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وترتيب وجودها على المستوى الجيوسياسي، فضلاً عن مواصلة تغذية الحرب ضد المجموعات السنية وتصعيد التوتر الطائفي وعدم الاستقرار. ويقول مراقبون إن إيران تتمدد في عمق السياسة الأفغانية مع اللعب على الورقة الطائفية والتسلل في خفاء داخل النسيج الاجتماعي، ما يعكس وجود عدد كبير من الشيعة في البرلمان، يملكون عددا من المقاعد في الحكومة، والحصول على نسبة كبيرة من المقاعد الوزارية وحكام الولايات مقارنةً مع النسبة التي تشكلها الغالبية السنية في البلاد، فضلاً عن وجود عدد من الأحزاب الشيعية. فبينما تغرق المناطق السنية بالاضطرابات وشبح الحروب والدمار والفقر، تتمتع القرى والمدن التي يغلب عليها الشيعة بالخدمات التعليمية والجامعات والعقارات التي تمولها إيران بشكل كامل، في حين تحصر طهران تمويلها لحركة طالبان بالسلاح والمال عبر قنوات خاصة لمواصلة الحرب في أفغانستان ضد الولايات المتحدة وضد تنظيم داعش والقاعدة.

تقليص دور طهران

تقول إيران إن "السلام المستدام في أفغانستان يتحقق فقط عن طريق الحوار بين الأفغان بمشاركة جميع القوى السياسية مع الأخذ بالاعتبار ملاحظات الدول المجاورة لأفغانستان"، في إشارة واضحة لعدم إهمال نفوذها في هذا البلد، وأن انفراد حركة طالبان بالاتفاق ينهي دوراً سياسياً للنظام في أفغانستان.

دعم الميليشيات

غير أن موقف إيران من اتفاق السلام بين حركة طالبان وواشنطن يثير مخاوف من أن تستمر طهران في تغذية الصراع الدائر في أفغانستان، وتصعيد القلاقل والاضطرابات الطائفية والقبلية في هذا البلد الهش، وربما لعبت على الدور الطائفي من خلال دعم وتسليح ميليشياتها الأفغانية على طريقة حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن.

أبرز بنود اتفاق أمريكا مع طالبان

مراجعة قائمة العقوبات التي تستهدف قادة طالبان وأعضاء الحركة تمهيداً لرفعها

تبدأ القوات الأمريكية فورا عملية الانسحاب التدريجي من أفغانستان

تخفض الولايات المتحدة عدد جنودها إلى 8600 في غضون 135 يوما

يناقش الطرفان وقفا دائما وشاملا لإطلاق النار، وتبادل آلاف السجناء لبناء الثقة