ينتشر نحو 100 مصنع بلوك وخرسانة جاهزة وكسارات ومحاجر تعدين، معظمها يعمل دون ترخيص ومخالف للاشتراطات والضوابط البلدية والبيئية، وتهدد بكوارث بيئية، وتعرّض سكان الأحياء المجاورة لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والربو.

ورصدت «الوطن» خلال جولة ميدانية على تلك المصانع الواقعة على جانبي امتداد الطريق الذي يعدّ المدخل الشرقي للرياض، وجود عشرات المنشآت العشوائية، منها مصانع بلوك ومصانع خرسانة، وكسارات ومواقع تعدين، تفتقد أبسط معايير السلامة الصحية والبلدية والبيئية، وتخالف جميع الضوابط والاشتراطات البلدية أو البيئية، إذ توجد مصانع وكسارات بمساحات أقل من المقررة باللوائح البلدية، ويقع بعضها على مسافة لا تتجاوز 15 مترا عن الطريق الرئيسي، ومكشوفة ودون أسوار، وبعضها صنع سواتر من مخلفات الأسمنت والبلوك التي تتكدس على جنبات المصانع، وتغطي أكوام البلوك مساحات واسعة من المناطق المجاورة، فيما استخدم أحد مصانع البلوك لوحات دعائية لأحد المهرجانات الوطنية كساتر في الواجهة الأمامية للمصنع.

مصانع عشوائية

أكد عضو المجلس البلدي بالرياض إبراهيم العنزي، أنه رصد خلال جولاته الميدانية أكثر من 100مصنع مخالف شرق الرياض فقط، تتوزع على جنبات مدخل الرياض الشرقي، مؤكدا أن معظم تلك المصانع عشوائية وغير مرخصة، وتم رفع عدة خطابات في المصانع العشوائية للأمانة في ذلك.

مصدر للتلوث

شدد المواطن محمد العصيمي على أن عدم التزام الكسارات والمصانع بأية معايير صحية للمحافظة على البيئة، ونشرها للمخلفات في كل مكان، واستخدام بعض المحاجر مواد كيماوية في صناعة التعدين، جعلها مصدرا للتلوث بالمنطقة، لعدم التزامها بالاشتراطات وعدم تشغيل الفلاتر التي تحد من انتشار الغبار والأبخرة الكيميائية. وشدد العصيمي على عدم وجود آلية فعالة لمراقبة التجاوزات البيئية، الأمر الذي أدى إلى التراخي في التطبيق والالتزام بالنظم والضوابط لحماية البيئة من المستثمر، وعدم وجود مراقبة وإشراف على النشاط في مرحلة التنفيذ، أو مراقبة دورية بعد الإنتاج إلافي حالة وجود شكاوى، وطالب بضرورة وضع حد لتلك المصانع والكسارات وإغلاق المخالفة منها، والتأكيد على المحافظة على المعايير والقياسات العلمية المناسبة لمستوى جودة الهواء، ونقل النفايات الصلبة والخطرة إلى أماكن بعيدة عن الأحياء، لكبح التلوث وتقليل المخاطر الناجمة عنها.

كوارث بيئية وصحية

قال المواطن عبدالمحسن العنزي، إن استمرار وضع تلك الكسارات والمصانع يهدد بكوارث بيئية وصحية، مؤكدا أن تلك المصانع لا توجد فيها أجهزة ومعدات لتنقية الهواء ومعظمها مكشوفة وتقع في شرق الأحياء السكنية في طريق اتجاه هبوب الرياح التي تنقل الغبار والأبخرة والروائح إلى أحياء الشروق والجنادرية والنظيم والندوة، وتتسبب لسكانها في مشكلات صحية.

وأضاف، «جميع تلك المصانع ترمي مخلفاتها في كل مكان، حتى تحولت المنطقة إلى تلال من البلوك والمواد الأسمنتية، وبعض مواقع الكسارات ومواقع التعدين تشكل خطرا حقيقيا على البيئة، إذ قامت بعمليات جرف ضخمة للتربة، ووهناك مواقع مهجورة تركت خلفها حفرا عميقة يصل عمق بعضها إلى أكثر من 500 متر، ويمكن إخفاء عمارة من 20 دور داخلها، ولا توجد عليها سياج معدني ما عدا سواتر ترابية انجرفت مع الوقت، وتشكل على جنبات الحفر فتحات كبيرة». وتابع، «عطفا على ما سبق، تشكل عملية نقل المواد المنتجة والصخور من المحاجر ومصانع البلوك خطرا على البيئة النظيفة والمناسبة للمنطقة وسلامة طرق المواصلات، والشاحنات تهدد مرتادي الطريق، كما تسببت أيضا في تدمير الأسفلت وخلق حفر وتشققات، حتى أصبح غير صالح للاستخدام»، وطالب بإغلاق تلك المصانع ونقلها إلى مواقع بعيدة عن النطاق العمراني، وتنظيف المنطقة من المخلفات الأسمنتية وإجراء معالجة للتربة، إضافة إلى التركيز على التشجير بكثرة بين الأحياء السكنية، ومواقع المحاجر والكسارات.

15 مترا

قال المواطن أحمد الشمري، «أقيمت خلال السنوات الماضية مصانع جديدة على جانب الطريق، وهذه المرة لا يفصلها عن الطريق أكثر من 15 مترا، وتنشر تلك المصانع المخلفات الكيميائية الضارة بالبيئة والبشر، وتسبب الغبار المتطاير من الكسارات والمحاجر والأدخنة في مشكلات صحية للأطفال ومرضى الربو».

واستغرب الشمري من استمرار تلك المصانع في العمل، رغم مخالفتها الأنظمة واللوائح، وسيطرة العمالة الأجنبية عليها، ومعظم تلك المصانع والكسارات تفتقد الاشتراطات الصحية أو البيئة.

رصد الأضرار

تتسبب في تلوث الهواء

تنتشر أطنان من المخلفات الأسمنتية

معظم المصانع مكشوفة

لا يوجد في مصانع البلوك أي أجهزة لتنقية الهواء

خلو منطقة المصانع والكسارت من الأشجار

توجد كسارت ومواقع تعدين مهجورة تحوي حفرا عميقة جدا

عدم التزام سائقي الشاحنات بالأنظمة المرورية

توجد مبان مهجورة تختبئ فيها عمالة مخالفة

توجد مصانع بلوك وكسارات لا تبعد عن النظاق العمراني سوى 2 كلم

معظم المصانع مساحتها أقل من المساحات المقررة في اللوائح البلدية