وصفت الحكومة السودانية الهجوم الذي تعرض له موكب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بالتفجير وإطلاق الرصاص بالـ"إرهابي"، وقالت: إن حمدوك بخير ولم يصب أحد بأذى، مشددة على أنها ستتعامل بالحسم اللازم مع كل المحاولات الإرهابية والتخريبية والمضي قدما في تفكيك ركائز النظام القديم وتنفيذ الثورة. كشفت مصادر عن حملة اعتقالات طالت رموز وقيادات الفصائل المسلحة التابعة لحزب المؤتمر الوطني المحلول، بينما تجري تحقيقات واسعة للكشف عن المتورطين في العملية التي استهدفت رئيس الوزراء السوداني، طمأن حمدوك الشعب السوداني على صحته بعد المحاولة الفاشلة. أكد وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح، في بيان الحكومة، أمس، "تعرض موكب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لهجوم إرهابي تخلله تفجير وإطلاق رصاص"، مشيرا إلى أن الأمن بدأ التحقيق في حادثة محاولة الاغتيال"، وتابع "لم يصب بأذى عدا أحد أفراد التشريفة أصيب بشكل بسيط لسقوطه من دراجته".

نجاة حمدوك

من جانبه، أصدر مجلس الوزراء السوداني بيانا عاجلا، بشأن نجاة رئيس الوزارء عبدالله حمدوك من محاولة اغتيال كان قد تعرض لها، صباح أمس، وطمأن المجلس، "السودانيين والعالم بأن حمدوك بخير ولم يصب بأذى في الانفجار الذي استهدف موكبه"، مؤكدا أنه يمارس مهامه المعتادة بمكتبه، وقد بدأت السلطات الأمنية إجراءاتها للتحقيق في الحادث ومعرفة مرتكبيه.

إرهاب مكتمل الأركان

أظهرت لقطات بثتها محطات تلفزيون إقليمية موكبا وبه عدد من السيارات الرياضية المتعددة الأغراض التي لحقت بها أضرار جسيمة، بينما ذكر شهود عيان أن الهجوم وقع قرب المدخل الشمالي لجسر كوبر الذي يربط شمال العاصمة بوسطها حيث يقع مكتب حمدوك. قال عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي: إن المعلومات الأولية الرسمية تشير بوضوح إلى أن محاولة استهداف رئيس الوزراء هي عملية إرهابية مكتملة الأركان، وتابع: "لا مكان للإرهاب في السودان لا في السابق ولا في المستقبل، وهذا مستمد من قيم شعبنا وأخلاقه وأديانه وتراثه، وما ثورة ديسمبر المجيدة إلا ثورة لوضع نهاية للإرهاب". يعقد مجلس الأمن والدفاع السودانى برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان اجتماعا طارئا، بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك شمال شرقي العاصمة الخرطوم، ومن المقرر أن يصدر المجلس بيانا بشأن محاولة الاغتيال الفاشلة.

دعوة للتظاهر

وصفت قوى الحرية والتغيير الهجوم الإرهابي بأنه امتداد لمحاولات قوى الردة الانقضاض على الثورة السودانية وإجهاضها، وهي محاولات ظلت تتكسر واحدة تلو الأخرى على سدة قوة شعبنا العظيم الذي لا يقهر، داعية إلى الخروج في مواكب والتوجه لساحة الحرية لإظهار "وحدتنا وتلاحمنا الذي لا تضاهيه قوة".

أكد خالد عمر القيادي في قوى الحرية والتغيير في تغريدة على تويتر "محاولة اغتيال الرئيس عبدالله حمدوك هي حلقة جديدة من حلقات التآمر للانقلاب على الثورة السودانية"، وتابع "وحدة وتماسك القوى الشعبية التي أنجزت الثورة هي حائط الصد لحماية السلطة المدنية. لا يجب أن يثنيا الإرهاب عن ذلك".

المملكة تندد

في غضون ذلك، أعربت وزارة الخارجية عن تنديد المملكة العربية السعودية بمحاولة الاغتيال التي استهدفت دولة رئيس الوزراء بجمهورية السودان الدكتور عبدالله حمدوك، مؤكدة رفضها واستهجانها هذا العمل الإرهابي الجبان، ولأي محاولة لتقويض أمن السودان واستقراره. أدانت وزارة الخارجية المصرية محاولة الاغتيال الفاشلة التى استهدفت موكب رئيس الوزراء السودانى عبدالله حمدوك، مؤكدة أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله والقضاء عليه.

دعم أمريكي

أكدت الولايات المتحدة الأمريكية وقوفها ودعمها للحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين، عقب الهجوم الإرهابي على موكب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وقالت السفارة الأمريكية في تغريدة على موقعها الرسمي: إنها تشعر بالصدمة إزاء الهجوم على موكب السيد رئيس الوزراء حمدوك. من جانبه، قال السفير البريطاني بالخرطوم صديق عرفان: إنه صُدم عند سماع خبر الانفجار الذي لحق بموكب رئيس الوزراء، وتابع: "تحدثت مع مكتبه وعلمت أن الجميع على ما يرام ولم يصب أحد في هذا الانفجار، هذا حدث مقلق للغاية ويجب التحقيق فيه بشكل كامل".

الأمم المتحدة

أعربت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في إقليم دارفور غرب السودان "يوناميد" عن أسفها لمحاولة الاغتيال، وقال رئيس البعثة جيريمايا ماما بولو في بيان: "أصبنا بصدمة عميقة وحزن شديد إزاء هذا الحادث الخطير والذي يدل على أنَّ مرتكب هذا الفعل الشنيع يهدف إلى إخراج الفترة الانتقالية عن مسارها واستهداف آمال الشعب السوداني في الانتقال إلى السلام والحرية والعدالة". ندد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بمحاولة الاغتيال وقال في بيان: إن "الشعب السوداني دفع ثمنا عظيما من أجل خطوة غالية لخلق السلام، ومثل هذه الحادثة لا تعرقل هذه الخطوة فحسب، ولكنها تهدد استقرار السودان".

تغريدة حمدوك

نشر رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك تغريدة طمأن فيها الشعب السوداني أنه بخير وصحة، وقال: "أطمئن الشعب السوداني أنني بخير وصحة تامة".

أضاف حمدوك: "ما حدث لن يوقف مسيرة التغيير، ولن يكون إلا دفقة إضافية في موج الثورة العاتي، فهذه الثورة محمية بسلميتها وكان مهرها دماء غالية بذلت من أجل غدٍ أفضل وسلام مستدام".

هذا، ونددت العديد من الأحزاب والقوى السياسية بالداخل والخارج بمحاولة الاغتيال الفاشلة، بينما أدانت عدد من الدول وعبرت عن صدمتها حيال التفجير الإرهابي الذي استهدف رئيس وزراء الحكومة الانتقالية.

الحكومة السودانية تعلق على محاولة اغتيال حمدوك

- استهداف حمدوك عملية إرهابية مكتملة الأركان

- التعامل الحاسم مع المحاولات الإرهابية والتخريبية

- المضي قدما في تفكيك ركائز النظام القديم

- دعوة للخروج في مواكب والتوجه لساحة الحرية