في الوقت الذي كشفت مصادر مطلعة في الخرطوم، أمس، عن حملة اعتقالات أمنية واسعة لعدد من المشتبه بهم في محاولة الاغتيال، أكّد النائب العام لجمهورية السودان تاج السر علي الحبر، أن الإجراءات والتحقيقات بشأن محاولة اغتيال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك مستمرة، بجانب استنفار الأجهزة الأمنية كافة. وقال الحبر إن تفاصيل محاولة الاغتيال ستتضح بعد اكتمال التحريات كافة، مشيرا إلى أنه لم يتم التوصل لأي معلومات في الوقت الحالي تفيد بتورط جهات أو مجموعات بعينها، وتابع من الصعب في هذه المرحلة الإفصاح عن أي معلومات بشأن محاولة اغتيال حمدوك.

عبوة ناسفة

غير أن مصادر مطلعة ذكرت أن السلطات الأمنية اعتقلت عددا من المشتبه بهم في محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، لافتة إلى أن التحقيق يجري مع المعتقلين منذ ليلة الإثنين، مرجحا أن يكون التفجير ناجما عن عبوة يتم التحكم فيها عن بعد. وكان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، عاد إلى مكتبه في رئاسة مجلس الوزراء بالخرطوم بعد دقائق من محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها بعد خروجه من مقر إقامته صباح الإثنين، ليطمئن الشعب السوداني والعالم بأنه بخير.

تخطي المحنة

وأشارت المصادر إلى نشر المئات من عناصر المباحث والأمن بغية تكثيف التحقيق والتوصل إلى الجناة، في الوقت الذي تراقب الجهات الأمنية عددا من المشتبه بهم، كاشفة عما وصفه بالتقدم في التحقيقات. وبحسب مراقبين، فقد تخطى حمدوك المحنة المدبرة التي وجدت استهجانا واسعا من الشعب السوداني ومعظم دول العالم، لكنها شكلت منعطفا جديدا في الحياة السودانية سيكون عنوانه الأبرز في المرحلة المقبلة هو التعامل بحزم مع من يريدون قطع الطريق أمام استقرار السودان.

تجربة مفيدة

ويقول رئيس المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني عبدالقيوم عوض السيد، إنه على الرغم من غرابة الحادثة على المجتمع السوداني إلا أنها كانت إحدى الأوراق المتوقع تجريبها لضرب الثورة، من خلال استهداف رئيس الوزراء الذي يحظى بقبول واحترام كبيرين من الشعب السوداني ومعظم القوى السياسية. يرى أن المقصود بالعملية هو أن تتفادى المجموعة المنفذة كل ما قد تحققه الثورة من نجاحات تقضي على مصالحهم وعلى كافة أشكال الفساد، التي كانت سائدة إبان فترة حكم النظام السابق، مبينا أن الحادثة فرصة لترتيب الأوضاع الداخلية، وإحداث مزيد من التماسك في أوساط قوى الثورة.

أهداف العملية

أما الخبير العسكري أمين إسماعيل، فيشير إلى أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، جاءت بعد سلسلة من محاولات إجهاض الثورة، وإغلاق مسيرتها بدأ بالاغتيال المعنوي لأهم شخصياتها، وعندما لم تنجح اتجهوا إلى الحصار الاقتصادي للترويج للندرة في المواد البترولية والقمح والخبز، ثم تطور الأمر أخيرا إلى الاغتيالات. ويلخص إسماعيل أهداف العملية في عدة محاور تتمثل في إيقاف الثورة والفترة الانتقالية، وقطع الطريق أمام مفاوضات السلام الجارية حاليا في جوبا، وإيهام العالم بأن السودان غير آمن، وبالتالي تعطيل سحب اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إلى جانب هدم النجاح الذي تحقق في سياسة الدولة الخارجية.

ما أهداف عملية الاغتيال الفاشلة؟

- إيقاف الثورة والفترة الانتقالية

- قطع الطريق أمام مفاوضات السلام الجارية في جوبا

- إيهام العالم بأن السودان غير آمن لتعطيل سحب اسمه من الإرهاب

- هدم النجاح الذي تحقق في سياسة الدولة الخارجية