كانت مناسبات الأعراس تمثل ساحة أو منصات فنية في جميع مناطق المملكة، لها جمهور وعليها إقبال كبير. كانت تلك المنصات تستعين بكبار فناني الإحساء (طاهر الأحسائي) و(مطلق دخيل). اعتاد والده حضور (طرب الأفراح)، يبلغ فتاه الصغير بمواعيده (يا حسين ترى فيه لعب اليوم)، يصطحبه معه، وكان يستأنس بهذا الطرب. كان أيضاً مولعا بحضور ومشاهدة (العرضات) منذ أيام الملك سعود رحمه الله في زيارات جلالته لمنطقة (صفوى). لم يكن أخوه الأكبر (علي) بعيداً عن المجال الفني فقد كان يحيي حفلات التخرج السنوية (بالمعهد الصحي) في ذلك الوقت.

إتقان المجس

بدايةً حاول حسن عبدالكريم قريش المولود في (صفوى) بالمنطقة الشرقية 1959، العزف ومداعبة الإيقاع وهو بالصف الخامس ابتدائي، ساعده وشجعه أخوه (عبدالرؤوف) الأصغر من (علي)، وبحكم عمل أخيه (بالمعهد الصحي)، واستضافته في بيت العائلة بعض الفنانين أو العازفين القادمين من خارج المنطقة، أصبح مجلسه ملتقى لأطياف الفن، فيما كان (حسين) حريصا على مواعيد حضورها. كان من بين الحضور الفنانان (عمار الدغيشم) من الجوف و(فهد العليان) من الأحساء، كانا يشجعانه على الغناء، يعزفان له وهو يغني أغاني (طلال مداح)، في سن مبكرة، ويؤدي «المجس» الموالات الحجازية.

الاكتشاف

شاء القدر أن يكتشف موهبته أخوه (عبدالرؤوف) الذي ما زال يسانده إلى يومنا هذا، رغم عدم معرفته العزف على أي آلة موسيقية، إلا أنه أمتاز بذوق وحس فني عاليين شجعاه على تنمية مواهبه، فتعلم (حسين) العزف، ولحبه آلة العود اعتمد على نفسه، صنع عوداً بدائياً، جالون زيت وقطعة من الخشب وخيوط نايلون لصيد الأسماك، وبدأ العزف ولكن على وتر!. أول أغنية كانت (حبيبي فين) لطلال مداح. لم يقف عند هذا الحد، فحبه للفن جعله يختلس أوقات غياب أخيه الأكبر عن البيت ليأخذ العود خفية، يعزف ويتعلم عليه. مرت الأيام، كبر قليلاً، وأصبح في الصف الأول المتوسط، سمح له أخوه باقتناء العود والتعلم عليه، ولم يعدأصدقاؤه يرونه، فهو يقضي معظم وقته مع (آلة العود).

ظهور أول

عندما كان في الصف الثاني متوسط عزف أغنية الربيع لفريد الأطرش، أثار إعجاب الجمهور، استغرب الجميع من تمكن الموهبة الصغيرة، غنى أمام الجمهور في مناسبات الأفراح و(نادي الصفا)، فبدأ الطلب عليه في محافظات (القطيف، والأحساء)، في هذه المرحلة عزف خلف (طاهر الأحسائي) وغنى معه أيضاً إيمانا به، وتعددت مشاركاته ما بين النادي والجلسات والأعراس.

انطلاقة حفلاته

توج حسين جهده وبمساعدة إخوته، وصبره ومثابرته، بمشاركته في حفل (جمعية الثقافة والفنون) بالدمام عام 1978، عرض عليه عازف الكمنجة (سعد الخميّس) المشاركة في حفل الجمعية وكانت فرقة الجمعية تضم الفنانين (محروس الهاجري) و(ناصر الصالح) و(سعد شهاب) و(أيوب الخضر)، وغنى في الحفل أغنية (بحب هواك) كلمات وألحان (عبدالله العماني).

أول أغنية خاصة

لم يقف دعم الإخوة له هنا، فكانت (خبروني بهالخبر عنك وبكيت) أول أغنية خاصة، من كلمات أخيه (عبدالإله) الذي يكبره بسنتين، ومن تلحينه، إضافة إلى أغنية (مليت الصبر ياناس مليت) التي انتشرت في العديد من مناطق المملكة.

أول ألبوم

عام 1983 أنتج على حسابه الخاص أول ألبوم، وهو العام الذي شهد ميلاد ابنته الكبرى (فاطمة). يوماً ما كان الفنان (سلامة العبد الله) في زيارة للأحساء، وفي منزل الموسيقي (عبدالله البريكان)، فعرض عليه أن تُنتج له مؤسسة (هتاف) للإنتاج الفني التي يملكها (سلامة) أول ألبوم، أخبره بأن أغانيه جاهزة وتم تسجيلها في القاهرة في أستوديو (ميشيل المصري)، فورا اتفقوا على توزيع الألبوم من قِبَل المؤسسة. كان عاماً جميلاً فقد حمل الألبوم أغنية (احلفي لي أنك أبد ما تكذبين) من ألحانه وكلمات (فيصل الحبيب)، أغنية أحبها الفنان (عبدالمجيد عبدالله)، ويقال إنه كان يريدها لنفسه وما زال يذكرها إلى اليوم.

دعم الوزير

عندما سمعه الأديب (محمد رضا نصرالله) خلال زيارته لزميله عازف الكمنجة (محمد الجّشي) في صفوى، اصطحبه معه إلى الرياض، كان عمره حينها لا يتجاوز (23) سنة، كان الدكتور (محمد عبده يماني) وزيراً للإعلام، وبعد أن سمعه يغني قصيدة للدكتور (غازي القصيبي) وألحان (محمد الجّشي)، أمر بتصنيفه دون لجنة قائلاً: إنه لا يحتاج إلى اختبار ففُتح له باب أحبه كثيراً، فشارك في (المهرجان السادس للشباب العربي) بالرياض بعدها بفترة قصيرة تحت رعاية الأمير (فيصل بن فهد) رحمه الله، وشارك كبار الفنانين آنذاك وهم (طلال مداح، ومحمد عبده، وسلامة العبدالله، وعبدالمجيد عبدالله) الذي كان لقاؤه الأول به، ولحسن حظه التقى بالفنان والملحن (سامي إحسان) وطلب منه زيارته في جدة، ورشحه للمشاركة في (مسرح التلفزيون) عام 1983 وطلب زيارته ليطلعه على (اللحن) الذي سيغنيه، من كلمات الأمير (بندر بن فيصل بن سعود) وقدمه الفنان (محمد عبده) الذي كان منتجاً للحفل، وفي عام 1998 أنتج له فنان العرب ألبوما لصالح مؤسسته (صوت الجزيرة)، لأغنية (قالوا نسيته) من كلمات الأمير خالد الفيصل وألحان محمد عبده.

الانتشار

بعد شريط (احلفي لي) سنة 83 الذي حوى 3 أعمال من ألحانه بالإضافة لألحان (مبارك السعيد) و(عبدالعزيز عبدالقادر)، وأنتجت له مؤسسة (سعد الغامدي) ألبوما آخر بعنوان (عليت بشراعي) من كلمات (مبارك المبيريك) وألحان (مبارك السعيد)، وكان سبباً في اتساع دائرة شهرته بالخليج العربي.

مشاركاته

- عقبة الوظيفة

أتيحت لحسين قريش فرصة أن يكمل مسيرته في الحفلات الخارجية، ولكنه لم يستطع تلبية الطلب عليه، بسبب ارتباطه بالعمل الوظيفي في (أرامكو) الذي حد من مشاركاته خاصة الخارجية، لكنه شارك في حفلات (البحرين) وجلسات (قطر) وقبل ذلك حفلات الرياض، جدة، الأحساء، وارتحل أواخر الثمانينات الميلادية إلى القاهرة ليشارك في (مهرجان الأغنية العربية) وغنى فيه (فتنتي) للشاعر (غازي القصيبي) ألحان (محمد الجّشي)، وأغنية (خليجية) من كلمات (فيصل الحبيب) وألحانه، ومن ألحان (سراج عمر) غنى (سرى ليلي) ومن الفلكلور غنى (ياطير ماذا الصياح).

- مواقف وثناء

ساقه القدر يوما إلى حفلتين في الرياض وجدة، التقى خلالهما طلال مداح الذي أثنى عليه كثيراً، لكنه لم يستغل تلك الفرصة للاستفادة منها فمن المعروف عن طلال أنه رجل معطاء يمد يده لمساعدة الجميع، فيما أبدى الموسيقار (عمر كدرس) أيضاً إعجابه بغنائه وتلحينه. كما سنحت له الفرصة للالتقاء بغازي القصيبي حينها.

- أسماء في حياته

التقى حسين قريش مع الأمير بدر بن عبدالمحسن في عمل من ألحان سامي إحسان، ولكن لم يكتب لذلك العمل النور وكان بعنوان (غريب ابي داري)، وقدمه الملحن نبيل الغانم إلى الأمير خالد بن سعود الكبيرالذي أعجب بصوته وأنتج له ألبوما كاملا من كلماته وهو ألبوم (أسعدتني يسعد أيامك) من ألحان طاهر حسين، ويحتوي على (6) أغان شارك في تلحينها محمد المغيص وصالح خيري ونبيل الغانم. لم تتوقف أعماله مع الأمير خالد هنا، فقد غنى له عام 2016 (الجمال الرايق) من ألحانه، وقدم عام 2018 أغنية (يا راحلين) من ألحان الأمير (سعود بن عبدالمجيد). إضافة إلى هؤلاء التقى قريش بـ(محمد عبده) و(فوزي محسون) و(عبادي الجوهر) وأعلاما فنية أخرى، منهم الموسيقار (عمار الشريعي) الذي التقاه عند زيارته إلى القاهرة في الأستوديو الخاص به. وتربط قريش علاقات صداقة قوية بالفنانين الخليجيين، منهم أحمد الجميري وإبراهيم حبيب من البحرين، ومن قطر الملحنين محمد المرزوقي ومطر علي، وكبار الملحنين الكويتيين أمثال مرزوق المرزوق وخالد زايد، وغانم الديكان، ويوسف المهنا الذي بني بينهما مشروع يتمنى إنجازه قريباً.

حياته المهنية

أول مهنة في شركة أرامكو عام 1978 في دائرة (خدمات المكاتب)

انتقل إلى دائرة (خدمات الإسكان) وعمل بوظيفة (مفتش) 25 سنة.

هوايات

أحب الخط وكان يُكلف بعمل اللوحات المدرسية وكان يجد في ذلك متعة.

التكريمات

- كرم من جمعية الثقافة والفنون بـ(الأحساء)

- كرم من جمعية الثقافة والفنون بـ(الدمام)

- كرم في مهرجان القاهرة الغنائي