أجبرت تظاهرات لنازحين سوريين منذ أيام على الطريق الدولي جنوب بلدة النيرب في ريف إدلب الجنوبي رفضاً لمرور عربات روسية في مناطقهم، واحتجاجاً على عدم تضمن الاتفاق عودة النازحين، روسيا وتركيا على اختصار مسار الدورية المشتركة الأولى مع القوات التركية على الطريق "M4" في إدلب. وأعلنت روسيا الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، إطلاق دوريات مشتركة للمرة الأولى في إدلب، تطبيقاً لاتفاق لوقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، وأوقف هجوماً واسعاً لقوات النظام ضد مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً.

اتفاق الطرفين

وأشارت وزارة الدفاع الروسية في بيان إلى أنه جرى الاتفاق بين الطرفين على تقصير الطريق المتفق عليها لتسيير الدوريات بسبب استفزازات مجموعات متشددة، موضحة أنه "جرى منح الطرف التركي المزيد من الوقت لاتخاذ إجراءات لتحييد المجموعات الإرهابية، وضمان أمن الدوريات المشتركة". وتظاهر نحو 200 شخص على الطريق الدولي جنوب بلدة النيرب في ريف إدلب الجنوبي رفضاً لمرور عربات روسية في مناطقهم، واحتجاجاً على عدم تضمن الاتفاق عودة النازحين.

آليات مدرعة

وانطلقت آليات مدرعة وعناصر من الشرطة العسكرية الروسية من قرية ترنبة لتسلك الطريق الدولي "إم فور" بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه، الجمعة، وقضى بوقف القتال في منطقة إدلب بشمال غرب سورية بعد أن أدى تصاعد العنف إلى نزوح حوالي مليون شخص، واقتراب الجانبين من شفا المواجهة. ويعالج الاتفاق مخاوف تركيا الرئيسية المتمثلة في وقف تدفق المهاجرين ومنع سقوط المزيد من القتلى من الجنود الأتراك، لكنه يعزز أيضا المكاسب الأخيرة التي حققتها قوات النظام السوري، ويترك المواقع التركية محاصرة.

ضحايا الأطفال

على صعيد آخر، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في بيان أمس أن حوالي خمسة ملايين طفل ولدوا في سورية منذ اندلاع النزاع قبل تسعة أعوام، إضافة إلى مليون طفل آخر ولدوا في دول الجوار، فيما بلغت حصيلة الضحايا منهم حوالي تسعة آلاف بين قتيل وجريح. وقالت المنظمة في بيانها إن "حوالي 4,8 ملايين طفل ولدوا في سورية منذ بداية النزاع قبل تسع سنوات، ووُلد مليون طفل سوري لاجئ في دول الجوار"، وتابعت إنه "تم التحقق من مقتل 5427 طفلا، أي بمعدل طفل واحد كل عشر ساعات منذ بداية الرصد "عام 2014 وحتى عام 2019" إضافة إلى إصابة ثلاثة آلاف و639 طفلا بجراح نتيجة النزاع".

تجنيد وهجمات

وذكرت المنظمة أنه "تم تجنيد حوالي خمسة آلاف طفل، لا يتجاوز عمر بعضهم السبع سنوات في القتال، فيما تعرَّض حوالي ألف مرفق تعليميّ وطبيّ للهجمات". ونقل البيان عن المديرة التنفيذية لليونيسف هنريتّا فور التي زارت سورية الأسبوع الماضي قولها، إن "الحرب في سورية تصل اليوم علامة فارقة هي وصمة عار أخرى، مع دخول النزاع عامه العاشر، ودخول ملايين الأطفال العقد الثاني من حياتهم محاطين بالحرب والعنف والموت والنزوح"، وأضافت إن "الحاجة للسلام اليوم هي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى".

أهم بنود الاتفاق الروسي التركي

وقف القتال في إدلب بشمال غرب سورية

معالجة مخاوف تركيا بوقف تدفق المهاجرين

منع سقوط المزيد من القتلى من الجنود الأتراك

تعزيز مكاسب النظام بإبقاء النقاط التركية محاصرة