أثبتت التوجهات العالمية من منظمة الصحة العالمية ومختصون نجاعة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة سريعاً من خلال تطبيق الإبعاد الجمعي الذي تمثلَ في تعطيل المدارس والأعمال وإغلاق المتنزهات وأماكن التجمعات، حيث حرصت الحكومة متمثلةً في وزارة الصحة بالحث على الإبعاد الجمعي للحد من انتشار فيروس كورونا، وذلك من خلال خطواتٍ مهمة تضمنت الحرص على عدم المخالطة والاعتذار عن الزيارات، والاكتفاء بالتواصل عبر التطبيقات والهواتف، والالتزام بالابتعاد عن التجمعات إن لم تكن ضرورية، والابتعاد عن المناسبات الرسمية أو الاجتماعية التي يتجاوز حضورها 50 شخصاً، حيث إن المخالطة المباشرة للمصابين بالفيروس أهم مسببات انتقال العدوى، وتمثلت جهود وزارة الصحة في إغلاق الأماكن الاجتماعية والحدائق العامة والمتنزهات الترفيهية والمحلات التجارية غير الضرورية التي يكثر فيها تخالط الناس مثل محلات الحلاقة والصالات الرياضية والمشاغل النسائية، فيما مُنعت المطاعم من تقديم وتناول الطعام في المطعم والاكتفاء بتقديمه للأكل خارجه.

فعالية الإبعاد الجمعي

أوضحت استشارية طب الأسرة الدكتورة عبير العيد لـ«الوطن» أنه ومن خلال تجربة الصين الحالية أثبت العزل المنزلي والحجر الصحي فعالية شديدة في احتواء المرض والسيطرة على الحالات ونزول أعداد الإصابات لأقل الأعداد لذا فالعزل الجمعي مسؤولية كافة الأفراد، مضيفةً «في حال عدم الالتزام بما أولته الدولة من إجراءات احترازية وقرارات تدل على حكمة بالغة وحرص شديد على مصلحة وصحة الوطن والمواطنين والمقيمين، فإن ذلك سيؤدي إلى إصابة العديد من الأفراد، وكما نعلم أنه إذا ازداد عدد الحالات يصبح من الصعب معرفة مصدر الإصابة وحصرها والحد من انتشارها وسرعة علاجها وتكمن خطورة الفيروس، حيث تشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريباً من كل 6 أشخاص يصابون بالعدوى، وقد يتوفى 2 % من المصابين بالمرض خصوصا كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة».

الإبعاد الجمعي وسيلة وقاية

حثت منظمة الصحة العالمية على أهمية الإبعاد الجمعي في الحد من انتشار الفيروس السريع جدا، فطبيعة الفيروس عالية العداوة وقد تؤدي إلى إصابة أعداد كبيرة من الأفراد في نفس الفترة مما يؤدي إلى احتياج أعداد ضخمة من المرضى للعناية الصحية في الوقت ذاته، وهذا ينهك المنظمات والمنشآت الصحية ويعرض الطاقم الصحي لخطر أكبر، وبالتالي يتعذر تقديم الرعاية اللازمة لكافة المرضى كما هو الحاصل في بعض الدول التي تفشى بها المرض كإيطاليا وإيران، ومن هنا تكمن أهمية الإبعاد الاجتماعي حيث تعمل على إبطاء انتشار الفيروس مما يقلل عدد المصابين في نفس الوقت، ويمكن المنشآت الصحية من تقديم الرعاية اللازمة بأقل خطر على الطاقم الصحي، إضافة إلى توفير وقت لمراكز البحوث والتطوير حول العالم لإيجاد اللقاح المناسب.

أبرز إجراءات الإبعاد الجمعي

عدم المخالطة والاعتذار عن الزيارات

الاكتفاء بالتواصل عبر التطبيقات والهواتف

الالتزام بالابتعاد عن التجمعات

الابتعاد عن المناسبات الرسمية والاجتماعية التي يتجاوز حضورها 50 شخصا

إغلاق الأماكن الاجتماعية والحدائق العامة والمتنزهات الترفيهية

منع المطاعم والمقاهي من تقديم وتناول الطعام والشراب