قد ينصح الأطباء كثيرا من الناس بتناول الفيتامينات الضرورية للجسم، والتي لا يستغني عنها، ونقصها قد يسبب المرض العضال، ولكن ما أحب أن أتحدث عنه، فيتامين ضار وغير نافع لكثير من الناس، وسبب وجوده هو عدم مراقبة الله -سبحانه وتعالى- من بعض الناس في السرّ والعلن، وعدم الخوف منه فيما أوكل إليه من عمل، وتفريطه في الأمانة التي ائتمنه عليها ولي الأمر.

أعتقد أنكم عرفتم هذا الفيتامين الضار، إنه يا سادة فيتامين «و» الواسطة، وهي ليست واسطة الخير التي يعطى عن طريقها صاحب الحق حقه، إنما واسطة الضرر وتوريث الوظائف لبعض العائلات أو الأسر والقبائل، دون وجه حق، ودفن الكفاءات التي يجب أن يستفيد منها الوطن والمواطن في حفر الواسطات. إلى متى نعيش هذه المأساة؟ ويبقى أبناؤنا وبناتنا في منازلنا رغم تخرجهم بشهادات عالية، ونسب عالية، وعدم قبولهم في الوظائف.

نعم، يتم التقدم للوظائف عن طريق الموقع، ولكن يتحكم في ذلك البشر، لوجود الاختبارات والمقابلات الشخصية، حتى وإن قطع طالب الوظيفة المسافات الطوال من مدينة إلى أخرى، وتكلّف عناء السفر هو وولي أمره، فإن مصيره عدم القبول، وكل ذلك بسبب المحسوبيات.

قد نرى في إحدى الإدارات أو الوزارات عائلة معيّنة، أو أسرة من قبيلة متمركزة في كل مفصل من مفاصل هذه الإدارة أو الوزارة، أليس هذا دليل قاطع على وجود المحسوبية؟.

لذا، يجب النظر -بعين الاعتبار- إلى ما يقدم من شكاوى واقتراحات من المواطنين، عبر وسائل الإعلام المختلفة، والاهتمام بها والتفاعل معها، وتكوين لجان محاسبة لرؤساء أو مديري المرافق إذا ثبت تقصيره، سواء في المؤسسات الحكومية أو المؤسسات الخاصة، ومعاقبة كل من يتساهل في هذا الأمر، وعدم توريث الوظائف لأصحاب المراكز العالية في بعض الإدارات، وإعطاء كل ذي حق حقه.