حلّ وباء «كورونا» على كل البشرية، ولا يعرف دينا ولا قومية، فلا علاقة له بذنوب البشر، والإسقاطات التي ينتهزها الغلاة والمؤدلجون لمصالح فكرية وحزبية يجب أن تُستنكر لا أن تُروَّج، وأن تتوقف هذه الضلالات والمزايدات.

ولكن يأبى من تشربوا فكر الضلال إلا أن يزيدوا الطين بلة، بجلد الذات والتحريض على الدولة ومشاريعها التنموية ومواسمها الترفيهية، بإسقاطات خبيثة كنا نتغاضى عنها وقت الرخاء، ولكن وقت الشدة لا بد من يدٍ حديدية حازمة تضرب بها كل ضال مضل مرجف.

وحتى مكة لم تسلم من الوباء، وكذلك المدينة التي تنفي خبثها حلّ بها وسقط أول متوفى فيها، مما يعني وجوب إعادة قراءة النصوص الشرعية، ومعرفة أبعادها الحقيقية بتعقل وحكمة، حتى لا نعتدي على ديننا، ولا نتسبب في موجات إلحادية جديدة، بسبب سوء فكر البعض وسلوكه، فضلا عن كهنوته ومتاجرته بالدين.


ويجب أن ينتهي الكيل بمكيالين، فإذا أُصبتَ أنت به فتقول إنه ابتلاء وامتحان لزيادة الدرجات عند الله، وإذا أُصيب به غيرُك جعلته عقوبة إلهية، والحق أنك لا أنت أهلٌ لتزكية نفسك وتبرئتها من ذنوبها، ولا الآخرون أهلٌ للعقاب، لا سيما أنهم الذين يخدمون الإنسانية باختراعاتهم وصناعاتهم، في حين أنك مجرد عالة على البشرية، وزيادة على ذلك تشمت وتضلل، وأنت لم تقدم لأي كبدة رطبة أي أجر، وإن أبيت إلا التمادي فَيَدُ الحزم عليك بالمرصاد.