في الوقت الذي يعمل فيه العديد من الأطباء والباحثين في التغطية العميقة لفيروس كورونا وما قد يسببه من تغيرات ممرضة لفسيولوجيا الكائن البشري، كشف أستاذ علم الأدوية والسموم المساعد بكلية الصيدلة جامعة الملك سعود الدكتور فواز الأسمري لـ»الوطن» عن احتمالية زيادة خطورة كورونا على مدخني السجائر الإلكترونية، مشيرا إلى بعض الأبحاث والدراسات التي تؤكد أن السجائر تضعف المناعة الفطرية للخلايا الموجودة بمجرى التنفس.

دوامة وبائية

أوضح الأسمري أن المخاوف بدأت من زيادة انتشار العدوى بفيروس كورونا في العالم وبالأخص في الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا واتجه العالم بأسره في الحديث عن أسباب هذا الفيروس وطرق الوقاية منه، بل وتقديم المقترحات في محاولة مستميتة لكيفية علاجه. وفي خضم هذه الدوامة تم اكتشاف عدة عوامل قد تسهم في الزيادة من حدته ومنها: فعالية ومقدرة الجهاز المناعي للإنسان من أجل التصدي لهذا الفيروس ومقاومته. وبناء على ذلك خرجت العديد من التقارير المعتمدة في أساسها على آراء علماء وباحثين مختصين وتم نشرها من قبل (CNN)، وكذلك (Cleveland Clinic) تتحدث عن إمكانية زيادة ضراوة كورونا لمستخدمي السجائر الإلكترونية.

تأثيرات ومخاوف

كما ذكر أن هذه التقارير قامت بتسليط الضوء على موضوع مهم نظرا لأنه خلال هذا العام تم تسجيل الكثير من الوفيات في قارتي أمريكا الشمالية وأوروبا بسبب التهابات رئوية ناتجة جراء استخدام السجائر الإلكترونية. ومن المعروف أن غالبية مدخني السجائر هم من فئة الشباب، وأن معدل تحول المدخنين من السجائر المحترقة إلى السجائر الإلكترونية في ازدياد ملحوظ، وبالتالي سوف تزداد المخاوف من حصول تأثير مهيج للسجائر الإلكترونية على خلايا وأنسجة الرئة والتي بدورها قد تزيد من الاستجابة الالتهابية وتجعل البيئة ملائمة لزيادة شدة الأعراض المصاحبة لعدوى فيروس كورونا.

دراسات وأبحاث

أشار الدكتور فواز إلى أن دراستين نشرتا عام 2016 وجدتا أن التعرض المزمن لبخار السجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين يضعف من المناعة الفطرية، وبالتالي يزيد من ضراوة العدوى مثل البكتيريا في مجرى التنفس، وتم إجراء هذه الدراسات على خلايا بشرية وفئران.

وأكدت هذه الدراسات أن السيجارة الإلكترونية لديها القدرة على إحداث تفاعل مفرط لمجرى التنفس، وهذا التأثير كان مصاحبا لالتهابات ملحوظة في الرئة عند استخدام فئران التجارب. بالإضافة إلى ذلك، نرى أن السجائر أحدثت تغيرات في الاستجابات الالتهابية داخل الشعب الهوائية مما يثير السؤال عن كفاءة الجهاز المناعي لدى مدخنيها.

ضعف المناعة

كما أن هناك دراسة تم نشرها مطلع عام 2020 دعمت النتائج السابقة، وكان ذلك عن طريق استخدام خلايا بشرية لديها مناعة فطرية، ووجدت أن السجائر الإلكترونية تضعف المناعة الفطرية للخلايا التي تتواجد في مجرى التنفس واستنتجت الدراسة أن «مستخدمي السجائر الإلكترونية في خطر أعلى للاستجابات الالتهابية». فمن المحتمل أن التدخين يسبب تغييرا في ميكانيكية الدفاع الفطرية للرئة، لذلك الدراسات تتوقع أن أمراض العدوى (سواء بسبب فيروسي أو بكتيري) تكون أشد وطأة لدى مدخني السجائر الإلكترونية.