كما أن الدول تمسح أمنيّا وجنائيّا قبل التعيين، ومثلها البنوك تمسح الملاءة المالية عبر «سمة» قبل التمويل، وحتى أهل المخطوبة يمسحون عن الخطيب قبل الموافقة، وهكذا كلٌ يمسح حسب حاجته ومصلحته.

وبعد «تويتر» صار المسح أسهل، حتى أن بعض السفارات تطلب حسابك في «تويتر» لمسحه قبل منحك التأشيرة، وبعض الشركات في العالم تمسح حسابات موظفيها «المسح بمعنى الفحص لا بمعنى الإلغاء»، حتى صار «تويتر» كاشفا لحقيقة صاحبه الفكرية والأخلاقية.

ولكن المشكلة فيمن ليس له حساب أو ألغاه أو حذف تغريداته، سواء حذفها عن قناعة أو تخفٍّ، فكم تغريدة قالت لصاحبها دعني، وكم تسببت التغريدات في ورطات وإعفاءات ومحاكمات.


فالكلمة في «تويتر» أكدت على نفسها بأنها «مسؤولية»، وليست مجرد فضفضة دون مراعاة للشريعة والقانون والأمن والأخلاق والحقوق العامة، وعدم الاعتداء على الحقوق الخاصة بالسب والشتم والضرر.

وهناك فرق بين أن يكون ماضي تغريداتك سيّئا، وبين التنبيش وتحميل التغريدات ما لا تحتمل، وفرق بين من لا يزال يحمل الفكر نفسه وقد يخفيه حاليا لخوفه من الحزم، وبين من تغير نحو الأحسن، فنعطيه فرصة ولا نقفل عليه الأبواب، فالتوبة متاحة، ولكن بشروطها، وهو الذي سبق أن قلته في مقالي «الاحتواء الإيجابي»، وذلك باحتوائه الحذِر دون تمكينه المطلق.

فلا الراصد ينبش ويزايد، ولا المرصود يخدع ويتلون، والعبرة بتحقيق المصالح العامة، ومراعاة المصالح الخاصة.