«ليس لدى رئيس الوزراء بوريس جونسون وقت لبريكست»، هذا ما أكدته صحيفة الجارديان البريطانية، كاشفة عن أهم الأسباب التي تكشف عدم جدوى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقد طغى Covid-19 على جميع المشاكل القديمة، كما أوقف المرض المفاوضات، وأصاب بعض المفاوضين الرئيسيين، وكل نفقات وايتهول تصرف على الأزمة الحالية. كما أن جونسون نفسه ليس لديه وقت لبريكست، وإذا كان لديه فسينشغل بفكرة العزل المنزلي الذي يخضع له بعد إصابته بالفيروس.

الخروج من السوق الموحدة

تقول الصحيفة: لنفترض للحظة أن بريطانيا لم تلتزم بالفعل بالخروج من السوق الموحدة لأوروبا. ثم تخيل أن تختار الحكومة ذروة الوباء لتخطيط عوائق جديدة أمام تدفق البضائع بين المملكة المتحدة وأوروبا. ويأمل الوزراء في فكرة ترك البيع في الحدود الجمركية بين البر الرئيسي لبريطانيا وأيرلندا الشمالية، ومع ذلك فإن مسار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أمر معقد، ويعد أفضل سيناريو لجونسون هو خط صفقة كندا. بدا الموعد النهائي لشهر ديسمبر خياليا. فيمكن تمديد الترتيبات الانتقالية إذا تم تقديم طلب في بروكسل بحلول نهاية يونيو، لكن حكومة جونسون تنفي التفكير في شيء من هذا القبيل. وتشدد الجهات الرسمية على أن الجدول الزمني الحالي مكرس في القانون، كما لو كان يعني أنه لا يمكن تغييره. وتفكر الحكومة في استغلال فترة الوباء كذريعة لمحاولة إقناع الرأي المتشدد بعدم خروج بريطانيا إلى فترة مقبلة.


حالة من الإرباك

أربك انتشار كورونا في أوروبا مسار ما بعد بريكست، وتسبب في توقف المفاوضات الخاصة بالتجارة، إلا أن الاتحاد الأوروبي بدأ في ممارسة الضغط على الحكومة البريطانية لتمديد الفترة الانتقالية، متوقعا أن تسعى بريطانيا إلى تمديد هذه الفترة بعد خروج البلاد من التكتل إلى ما بعد نهاية العام الجاري.

وأضافت «الجارديان» أنه تم التخلي عن جولات المفاوضات المخطط لها حول علاقة المملكة المتحدة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي؛ نتيجة لوباء كورونا، مع استمرار حكومة بوريس جونسون في وضع نص قانوني شامل لكلا الجانبين للعمل عليه. وعلى الرغم من إصرار داونينج ستريت العلني على طرح نص شامل مماثل في وقت سابق من هذا الشهر، قالت مصادر الاتحاد الأوروبي إن المملكة المتحدة قدمت أربع وثائق فقط تغطي التجارة والنقل والطيران والتعاون النووي. لم تقدم لندن نصًا قانونيًا حول قضايا مهمة بما في ذلك التعاون الأمني ​​أو مصائد الأسماك، كما أنها لم تجعل نصوصها علنية.

تفكك أوروبي

أزمة بريكست لن تصمد وفقا للجارديان أمام كثير من العقبات الجديدة التي أفرزها فيروس كورونا، ولعل أبرزها ما ينشر حاليا عن حالة من التفكك الأوروبي وتحليلات سياسية تتوقع أن ينهار هذا الاتحاد بعد أن أظهرت الأزمة تفككا أوروبيا كبيرا. فـأوروبا الآن انقسمت إلى نصفين، القسم الأول تتزعمه ألمانيا والتي ترى ضرورة ألا يتحمل الاتحاد الأوروبي خسائر اقتصادية تتكبدها دول أوروبا بسبب أزمة فيروس كورونا، بينما القسم الثاني وهو دول الجنوب وتتزعمه إيطاليا وإسبانيا الأكثر تضررا من هذا الفيروس المستجد فتريان ضرورة أن يكون للاتحاد الأوروبي دور كبير في مواجهة التبعات الاقتصادية، وأن يقدم كافة المساعدات التي تحتاجها الدول الأعضاء لمواجهة تلك الخسائر التي قد تهدد وجود الدولة نفسها.

أسباب تعقد من عملية بريكست

أوقف المرض المفاوضات وأصاب بعض المفاوضين الرئيسيين

كل النفقات البريطانية تصرف على الأزمة الحالية

صعوبة تطبيق الخروج من الحدود الجمركية

محاولة الحكومة البريطانية إرجاء المحادثات لفترة ما بعد الوباء

انقسام أوروبي يعجل من التنبؤات بالتفكك