أكد مختصون أن التجاهل والإنكار هما من أهم أسباب انتشار ثقافة التساهل مع الأمراض والأوبئة، وظهر ذلك جليا مع أزمة فيروس كورونا الجديد، الأمر الذي يدفع البعض إلى بث الشائعات غير الصحيحة عن المرض، ويصل الأمر إلى نصح الغير بعدم التعاطي مع المشكلة بجدية.

خليها على ربك

يقول استشاري الطب النفسي الدكتور أحمد الألمعي إن هناك أسبابا رئيسية يجب أن نتعلم منها، وأن تتغير ثقافتنا بخصوصها، حيث ينتشر لدى الكثيرين ثقافة التساهل بالأمور من مبدأ «خليها على ربك أو ربك الحافظ»، دون الأخذ بالأسباب، وهذا ما يتنافى مع مبدأ التوكل في الدين. وأضاف: في علم السلوك يوجد ما يسمى بـ«الإنكار»، وذلك لوجود بعض الناس من المعرضين للقلق والتوتر بدرجة شديدة، حتى وإن حاولوا مواجهة المشكلة والاعتراف بها فإنه سيصيبهم التوتر بشكل كبير، بحيث يؤثر على حياتهم ويعيقهم عن ممارستها بالشكل الطبيعي، فيقوم هؤلاء بتجنب المشاكل وتجاهلها.

وتابع: هذا التصرف خاطئ لأن الشخص حينها لا يتخذ الإجراءات والاحتياطات الصحيحة واللازمة لمواجهة المشكلة أو المرض.

عامل السن

أوضح الألمعي أن أكثر فئة عمرية تتسم بالالتزام والتقيد بالأنظمة هم من متوسطي العمر والمتعلمين والمثقفين، وحول فئة المراهقين وبعض التصرفات التي يمارسونها من تجمع في الاستراحات في ظل انتشار المرض وغيره، أوضح الألمعي أنه في العادة فإن جزءا من تفكير المراهقين يتّسم بالاندفاعية واللا مبالاة وحب المجازفة، ولذلك تصدر منهم مثل هذه التصرفات، أما بالنسبة لكبار السن فالأغلب لديهم مبدأ التساهل وعدم تقدير خطورة المشكلة. وبين أن مشكلة القلق والتوتر تصيب فئة كبار السن بشكل أكبر لذلك فهو يتجنب المشكلة وبالتالي قد يعرض نفسه للخطر والإصابة بالمرض بسبب هذا التساهل.

الوصمة الاجتماعية

يقول أستاذ علم الاجتماع الطبي الدكتور عطية السلمي إن الوصمة الاجتماعية تدعو المريض إلى أن يتمسك بآراء الأسرة والجماعة، فنجد أن الشخص قد يضطر لإخفاء إصابته بمرض ما، وذلك بسبب أن هذا المرض قد يؤدي للوصمة الاجتماعية من وجهة نظره، وكي لا يضطر لطلب الخدمة العلاجية، فمثلا في حالة العقم نجده يخفي الأمر في البداية إلا إذا اضطر وطالت المدة فلن يجد تفسيرا بديلا فيتجه حينها للعلاج، وأيضا أوضح السلمي أن الخوف على المكانة الوظيفية قد يؤدي لإخفاء المرض وعدم الاعتراف بوجوده.

تأثير العادات والتقاليد

أشار السلمي إلى أن الأفكار السائدة والعادات والتقاليد والتمحور حول الجماعة تؤثر في أن الشخص يستقي ثقافته من داخل الجماعة التي ينتمي إليها، مثلا نرى الأشخاص الذين يتوجهون إلى المشايخ وطلب العلاجات الشعبية يكون ذلك بسبب الأفكار التي اعتمدوا فيها على الخبرات العلاجية التي وصلت إليهم من الأسرة والأصدقاء والبيئة بشكل عام، وبشكل عام فإن ظهور أعراض المرض بشكل واضح – وهذا جزء من الثقافة المجتمعية - هو في النهاية الذي سيدفع الشخص لطلب المساعدة الطبية.

أبرز عوامل التساهل بالأمراض

انتشار ثقافة التجاهل والإنكار للأعراض

اندفاع فئة الشباب وعدم المبالاة بالتعليمات

التأثر بالعادات والتقاليد وتفضيل المعالجين الشعبيين على الأطباء

الخوف من الوصمة الاجتماعية