دولتنا بسلطاتها الثلاث «الحكومة والبرلمان والقضاء»، وقطاعاتها الثلاثة «العام والخاص والخيري»، أثبتت جاهزيتها في مقاومة كورونا من الخارج ومكافحته في الداخل، والتعامل مع آثاره بحكمة، وانسيابية أعمال الحكومة، وتطور يومي في مستجدات القرارات، ومن ذلك إعادة التأقلم مع الظروف وفق مبدأ «عن بُعد»، في التعليم والعمل وحتى الصحة.

وقد عاد «مجلس الشورى» هذا الأسبوع إلى عقد جلساته «عن بُعد» بكل نجاح، بل إن الحاضرين افتراضيا صاروا أكثر من الحاضرين سابقا تحت القبة، وذلك بسبب أن من كانت لديه ظروف فإنه يعتذر، وكذلك المُجاز، وصاحب المهمة الرسمية، والمشاركة العلمية. أما عبر الشبكة الإلكترونية المرئية فصار الجميع يحضر ويشارك من كل مكان، ومهما كانت ظروفه، وكذلك صارت البنود متوفرة ودراستها عن بُعد متاحة، والتعاطي معها بالمناقشة الخطية والتوصية الإضافية متيسرا، فضلا عن المداخلات المباشرة، وأصدر مجلسنا قبل أمس وأمس، وكذلك اليوم، قراراته بكل انسيابية، والشكر -بعد شكر الله تعالى- إلى مولانا الملك وسيدنا ولي العهد، اللذين وجّها باستئناف الجلسات، والشكر موصول إلى معالي رئيس المجلس ومساعده وأمينه وإدارته، وإلى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الذين سهلوا المهمة بنجاح.

وفي الأسبوع القادم، سنعود إلى عقد جلسات مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عن بُعد، وهكذا جميع أجهزة الدولة تأقلمت مع الوضع الطارئ، كدليل مستجد على الأهلية والتميز في إدارة شؤون الدولة، والتي أبهرت فيها العالم.