على الرغم من مضي 97 عاما منذ ظهور مصطلح «مناعة القطيع» أو مناعة المجتمع كما يطلق عليها داخل أروقة المستشفيات إلا أن فيروس كورونا الجديد، أعاد هذا المصطلح للواجهة الإعلامية، بعد أن أطلقه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في مؤتمر صحفي رافضا فكرة العزل المجتمعي وتعطيل حركة الأداء الحكومي اليومية.

وتم تداول مصطلح مناعة القطيع للمرة الأولى عام 1923، وذلك لمواجهة مرض الحصبة المعدي وهي تعني: أن يتم السماح بانتشار عدوى مرض معين بين فئات من المجتمع ليتكون لديهم مناعة ذاتية ضد المرض، ويكونون محصنين ضد انتقاله لديهم، وكذلك يكون بتلقيح نسب معينة من المجتمع ليكونوا مقاومين للعدوى.

تراجع بريطاني

يعتبر رئيس الوزراء البريطاني جونسون أول ضحية سياسية كبرى لهذا الفيروس، حيث يرقد حاليا في أحد المستشفيات بلندن، وكان قد راهن على جدوى مناعة المجتمع، إلا أن انتشار المرض في الداخل البريطاني جعل وزارة الصحة تتراجع عن هذا القرار، وطالبت في الوقت ذاته باستخدام العزل والتباعد المجتمعي.

خسائر فادحة

اعتبر أستاذ المناعة والعدوى الدكتور همام هلال عقيل، أن مناعة القطيع هي نتيجة لاكتساب نسبة معينة من المجتمع لمناعة ضد مرض معدٍ محدد، تختلف هذه النسبة باختلاف مسبب العدوى، مما سينتج عنها حماية باقي أفراد المجتمع، حيث إن غالبية المجتمع المكتسب للمناعة سيكسر حلقة العدوى وسيقوم مقام الدرع للجزء الآخر من المجتمع الذي لا يملك مناعة ضد هذا المرض.

يذكر أن طرق اكتساب هذه المناعة تختلف، إحداها يكون عن طريق الإصابة بالعدوى المباشرة والشفاء منها، ولكن هذا لا يضمن النجاة من المرض وغالبا ما ينتهي بخسائر فادحة في الأرواح وتجاوز القدرة الاستيعابية للطاقة الصحية الوطنية، بجانب طبعا الطريقة غير الإنسانية.

الطريقة الأخرى تكون عن طريق اللقاح أو التطعيم ضد مسبب العدوى، وهذا ما سيضمن أمان من حصل على اللقاح وأمان من لا يستطيع الحصول عليه لأسباب مرضية أو تحسسية ضد مكونات اللقاح دون خسائر في الأرواح ودون انتهاك للأمن الصحي الوطني.