من قلب أحد الأحياء في محافظة خميس مشيط، ومنذ أعوام عدة، ينتشر عدد من الكراسي الممتدة بطول الطريق أمام منازل السكان العشوائية والقديمة، ويتناوب عليها سكان من تلك المنازل، ويستخدمونها نافذة لبيع السموم (الشمة الصفراء) على زبائنهم ليل نهار. يمر الزبون عليهم سريعا، يفاوض ويشتري، وتعقد الصفقة في مدة لا تتجاوز 7 دقائق، فالمخازن قريبة، تقع خلف الجالسين على الكراسي، داخل منازلهم العشوائية.

7 دقائق للصفقة

تجولت «الوطن» في الحي، ومرت على امتداده.. الحي يعد من الأحياء المهمة والقريبة من الطرق الحيوية بالمحافظة، ومساكنه بشكل عام عشوائية أو قديمة. على حافة الطريق الذي لا يزيد طوله عن 150 مترا، ولا يتخطى عرضه الـ4 أمتار، يتواجد الباعة، أشخاص من مختلف الأعمار، ومن كلا الجنسين، تمر قربهم مركبات يتوقف أصحابها، ويتفاوضون مع البائع على الكمية والسعر، ثم يتجه البائع مباشرة إلى المنزل، ويحضر كمية من بضاعته المسمومة، ويسلمها لصاحب المركبة، ويستلم ثمنها في مدة لا تتجاوز الـ7 دقائق. لا يحدد الباعة وقتاً لإبرام صفقاتهم، فعملهم مستمر بالمناوبة ليل نهار، على مدار الساعة.

نوع مخدر

أوضح استشاري الباطنة والسمنة الدكتور وليد أبوملحة لـ«الوطن»، أن «الشمة الصفراء» تعد نوعاً من أنواع التبغ «المخدر»، ويتم تصنيعها من رماد عشبة اسمها «الرمث» مع ورقة التبغ، حيث يتم طحن العشبة مع مواد أخرى حتى تتشكل التركيبة النهائية. وحذر أبوملحة، من خطورة تعاطي «الشمة الصفراء» ووصفها بأنها بالغة الخطورة، لا سيما أن تعاطيها يتم من خلال الفم، وهو مكان امتصاص الدورة الدموية لتلك السموم، مما يهدد سلامة الإنسان وخاصة مع استمرار التعاطي. وأضاف «الدراسات الحديثة كشفت أن هذه المادة تحتوي على مواد خطيرة منها الزرنيخ، والرصاص، والكاديوم».

تصيب بالسرطان

أوضح أبوملحة، أن خطورة الشمة الصفراء واضحة وجلية، ولكن خطورتها تتفاقم في كونها مؤدية إلى الإدمان السريع، إضافة إلى تسببها بأعراض صحية، منها تقرحات الفم، وقرحة المعدة، والاثنا عشر، كما أنها قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، والضعف الجنسي وأمراض نفسية مثل الاكتئاب، وربما يصل الحال إلى الهلوسة.

بحاجة للتدخل

طالب المواطن علي آل الشيخ في حديثه لـ«الوطن» الجهات المختصة بالمحافظة القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة المسيئة والمضرة لكافة أفراد المجتمع صحيا وسلوكيا، وخاصة مع سهولة شرائها، وعدم التمييز بين مشتريها، حتى لو كانوا من الأطفال أو المراهقين.

الطلاب ضحايا

قال معلم بإحدى المدارس المجاورة لطريق السموم ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ إنه يشاهد المشهد الذي وصفه بـ«السيئ» للطريق منذ سنوات، وأنه كان دائما يتساءل عن السر خلف ذلك المشهد اليومي، ولكنه لم يتوقع أن وراءه بيع سموم نهائيا. وأضاف «تحدثت إلى أحد أولياء أمور الطلاب أثناء زيارته للمدرسة عن سر هذا الطريق، فأجابني ممتعضا من الواقع، وأنهم كسكان حي يعانون من الوضع، ويخافون الدخول في مشاكل مع من يمارسون ذلك البيع بوعظهم أو منعهم أو شكواهم للجهات الأمنية، وأنه لاحظ أن زبائنهم من كافة شرائح المجتمع، ومنهم للأسف طلاب المدارس المجاورة».

الشراء بالكميات

بحسب مصادر لـ«الوطن» فإن الشمة الصفراء تعد داخل منازل السكان، وتبدأ أسعارها من 5 ريالات إلى 50 ريالا، بحسب الكمية، ويحرص المشترون على أخذ كمية كبيرة أثناء الصفقة لتجنب الزيارة مرة أخرى للموقع خوفا من عين الرقيب.

السجن والغرامة

نصت أنظمة اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ بإدراج «الشمة» ضمن قائمة المخدرات، وفرض عقوبات على كل من يتعاطاها تمثلت في السجن والغرامة المالية، وأنه سوف يتم تحويل كافة معاملات هذه القضايا إلى مكافحة المخدرات، وتصل الجزاءات إلى غرامة مالية قدرها 20 ألف ريال، وذلك في حالة تصنيع التبغ أو إعادة التعبئة أو الخلط.

الشمة الصفراء من أنواع التبغ «المخدر»

سعرها يتراوح بين 5 و50 ريالا

تسبب الإدمان

عقوبات

أدرجت ضمن قائمة المخدرات

يعاقب مروجها بالسجن والغرامة المالية

الغرامة المالية تصل إلى 20 ألف ريال حال تصنيع التبغ أو إعادة التعبئة أو الخلط