30 دقيقة كانت الفاصل، بين نداء أطلقه المعتمر العراقي زيد القريشي من مقر إقامته في مكة المكرمة على حسابه في «تويتر» يطلب فيه المساعدة لتوفير احتياجات له ولمجموعته البالغة 51 معتمرا بسبب نفاد مصاريفهم المالية، وبين تجاوب وزارة الحج التي سرعان ما أوفدت مسؤولين من فرعها بمكة المكرمة للوقوف على احتياجاتهم ومطالبهم.

بداية القصة

روى المعتمر زيد كريم القريشي القصة قائلا، إنها بدأت منذ ما يزيد عن 47 يوما حينما حزم هو ورفاقه حقائبهم من بلدتهم «كركوك» بالعراق قاصدين الأراضي المقدسة لأداء العمرة، حيث حطت أولى رحالهم في المدينة المنورة، وأقاموا فيها 10 أيام، قبل مغادرتها قاصدين مكة المكرمة.

وأضاف القريشي لـ«الوطن»: بعد وصولنا لمكة المكرمة كانت الأمور تسير بشكل طبيعي ووفق ما هو مخطط له في برنامج المجموعة من إقامة وموعد المغادرة، إلا أنه مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذت لمواجهة فيروس كورنا بما في ذلك إيقاف رحلات الطيران، اضطررننا إلى البقاء في مكة مدة أطول، وهو ما ترتب عليه نفقات إضافية للإقامة ونفقات للإعاشة والتنقل.

التغريدة والاستجابة

يشير زيد بعد أن دخل غالبية أفراد المجموعة فيما يشبه الضائقة المالية، وغالبيتهم من كبار السن والبعض الآخر يعاني أمراضا مزمنة، ولم أجد أمامي سوى أن أبعث بتغريدة لـ«وزير الحج والعمرة».

وأضاف زيد في أقل من 30 دقيقة من زمن التغريدة تلقيت اتصالا من قبل أحد المسؤولين في وزارة الحج يطلب مني تحديد موقع إقامتي، حيث أعقب الاتصال حضور مسؤولين من الحج للفندق للوقوف على احتياجاتنا، وتم على الفور نقلنا إلى فندق آخر وتوفير ثلاث وجبات يوميا لكافة المعتمرين، وتقديم مبالغ مالية، كما تم الاطمئنان على وضع المعتمرين من قبل الممارسين الصحيين بوزارة الصحة وتقديم العلاجات اللازمة لأصحاب الأمراض المزمنة.

ولفت القريشي أن ذلك غير مستغرب من قبل مسؤولي وزارة الحج الذين يترجمون توجهات وتطلعات القيادة السعودية.

تتبع وضع المعتمرين العراقيين

صرح مدير فرع وزارة الحج بمنطقة مكة المكرمة المهندس ممدوح محمد بخاري لـ«الوطن»، بأن موظفي فرع الوزارة بالمنطقة قاموا بالوقوف على الفندق لتلمس احتياجات المعتمرين والاطمئنان عليهم، مشيرا إلى أنه قد تم اتخاذ عدد من الإجراءات العاجلة ومنها نقلهم لفندق آخر، إضافة إلى تقديم الإعاشة لهم طيلة بقائهم، وكذلك قيام الممارسين الصحيين بتقديم الخدمات الطبية لهم.

وأشار بخاري بأنه يجري حاليا الترتيب مع سلطات الطيران العراقي لإيجاد رحلة طيران في أقرب وقت ممكن للمعتمرين، ومن المرتقب أن يغادروا إلى وطنهم قريبا.