حرص عدد من الأسر على الالتزام بتوجيهات منع التجول، وتدريب الأبناء وتعويدهم على الالتزام بهذه التدابير الهامة والإلزامية خلال هذه الفترة، حيث يتفق الكثير ومنهم متخصصو التربية وعلم النفس والاجتماع أن هناك الكثير من الإيجابيات في هذه الظروف التي تُلزم البقاء في المنزل، كما يشعر أرباب الأسر بالكثير من الإيجابيات لهذه الظروف الاستثنائية.

بنية أساسية

يشير المتخصص في علم الاجتماع عبدالله الرشيدي إلى أن الأسرة تمثل البنية الأساسية في بناء شخصية الأبناء وذلك لأهمية ما يوفره الوالدان لأبنائهم من تهيئة بيئة مناسبة تشبع الحاجات البيولوجية لهم، مضيفاً أن المفترض في هذه الأيام أن تُستغل لتحقيق الدعم النفسي وإيجاد تفاعل أسري بناء والعمل على إضفاء السعادة لدى أفراد الأسرة ليسود الاطمئنان والأُنس، ومن أبرز السبل لتحقيق ذلك، الحوار الإيجابي وتبادل الأحاديث والآراء وعرض الأفكار وتخصيص أوقات لذلك، واكتشاف مهارات الأبناء ومساعدتهم واستثمارها وتعزيزها، واستثمار التفاعل بين أفراد الأسرة لغرس الجوانب الإيجابية في شخصيتهم وتطوير مهارات التفاوض لديهم، وحل المشكلات وبث قيم التسامح والتعاون والصفح.

ضبط الذات

نبهت الدكتورة نادية المقليزي في دراسة لها في مجال علم النفس التربوي إلى الاهتمام بالبيئة واستثمار التنشئة الاجتماعية والتعلم الاجتماعي في خفض الميل إلى الانغماس في السلوكيات المجازفة، موضحة أن الشباب في العصر الحديث يركزون على المتعة والبهجة وبالتالي يتصرفون بحرية ويتفادون المسؤوليات ويتجهون نحو إهمال النواتج المترتبة على سلوكياتهم، كما أنهم يمارسون السلوكيات المجازفة كالتحدي وهذا عكس ما تفترضه نظرية الضبط الاجتماعي من استثمار الفرد في النشاطات الاجتماعية واستثمار الوقت والطاقة للتوافق مع المعايير والتوقعات الاجتماعية التي تجعل الفرد أقل احتمالا لانحراف السلوك، مشيرة إلى دور الأسرة في تعزيز ضبط الذات لدى الأبناء وإلمام الوالدين بتصحيح مسارهم.