كشف المختص في الهندسة الكيميائية والحيوية والمدير المشارك لمعهد الاحتراق النظيف في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ماني ساراثي، أنه خلال الشهرين الماضيين ونتيجةً لآثار وباء COVID-19، فقد شهدت المملكة تقليصا بنسبة 50 % في الحركة المرورية من حيث الوصول إلى المشتريات وأماكن الترفيه، و25 % من حيث الذهاب إلى المتاجر والصيدليات، و75 % من حيث الاستفادة من محطات السفر سواءً القطارات أو المطارات، و50 % من حيث الذهاب إلى أماكن العمل، مبينا أن الحد من القدرة على الحركة ستكون له آثار بعيدة المدى على جميع القطاعات تقريبا، موضحا في الوقت ذاته أن هناك انخفاضا في حركة الطيران العالمية بنسبة 80%، كما أن أكثر من نصف شركات الطيران ستختفي نتيجةَ إفلاسها.

كيف سيكون العالم

سلط ثلاثة علماء من تخصصات مختلفة خلال ندوة عن بُعد لمنتدى أسبار الدولي، بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، بعنوان «كيف سيكون العالم بعد كورونا؟»، الضوء على التأثيرات والانعكاسات طويلة المدى لفيروس كورونا على العالم.

وقال ساراثي إن أكثر من ثلث سكان العالم دخلوا خلال الـ90 يوماً الماضية في حالة إغلاق ولم يعد بمقدورهم التنقل كما اعتادوا أن يفعلوا، موضحا أن هذه الإجراء جاء للحفاظ على حق الإنسان في التنفس؛ لأن هذا الفيروس يهاجم الجهاز التنفسي للإنسان.

شلل تام

استعرض الأستاذ في موارد الطاقة وهندسة البترول في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور كارلوس سانتامارينا، كيف وصلت أنشطة البشر من الصلاة في المساجد والذهاب إلى الملاعب ومختلف وسائل النقل إلى حالة من الشلل التام نتيجةً لأزمة كورونا، مضيفا أنه يمكن استغلال هذه الظروف بالنسبة للأكاديميين واعتبارها وقتا للتفكير ليكون المرء قادرا على الإنتاج أكثر، مشيرا إلى استمرار التدريس والقدرة على التكيف في هذه الظروف، مؤكدا أنه مما لا شك فيه أن أزمة كورونا تعد من أعظم الأزمات التي يتعرض لها العالم، لافتا إلى أن وسائل المواصلات ساهمت في تفاقهما بشكل كبير، مؤكدا أنه حتى الآن لا توجد إستراتيجية عالمية للتعامل مع هذه الأزمة التي تعد عالمية بطبيعتها أيضاً.

تكييف خطط رؤية 2030

سلط أستاذ الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسب الآلي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الدكتور ديفيد كيز، الضوء على خطط الجامعة التي ارتبطت ارتباطا وثيقا برؤية المملكة 2030، وكيف تأثرت هذه الخطط والبرامج بفعل أزمة كورونا، مشيرا إلى أن الأمر يقتضي تعديل الخطط وتكييفها، منوهاً بضرورة عدم ترك المجال لهذه الأزمة بأن تُغير من الأهداف التي وُضعت لهذه الخطط.

وأوضح كيز أن العالم بعد كورونا سينقسم إلى رابحين وخاسرين، مؤكدا أن الرابحين هم من سيتولون القيادة.

كما تحدث عن مسألة العمل من البيت، مبينا أنها ستكون جذابة بعد زوال أزمة كورونا سواء للأفراد أو أصحاب الأعمال لما فيها من منفعة للطرفين، لافتا إلى أهمية المشاريع التي تستند إلى تنقل البشر لاسيما مشروع البحر الأحمر الذي يأتي ضمن تركيز المملكة على قطاع السياحة والذي يُنتظر أن ينتعش بعد هذه الأزمة.

وحول توقعاته للتوظيف بعد الأزمة، أوضح أنه سيكون أقل للعنصر البشري وسيكون هناك اهتمام بتوظيف الروبوتات، متطرقا إلى الاتجاه الذي تسلكه الجامعات البحثية التي تختلف في سلوكها عن الشركات الربحية، مشيرا إلى تشكيل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للجنة خاصة لدراسة الاتجاهات التي ستتبع كورونا، مستعرضا ما يجري في التعليم عن بُعد، معتبرا أنه ليس مثالياً لكنه سيكون ناجحاً بالنية الصادقة والجهد اللازم.

دروس وعواقب للأزمة

- سيعاني الفقراء والمحرومون بشكل أكبر

- ستكون هناك نسب بطالة أكثر

- ستتراجع أهمية التعليم المباشر وسيحظى التعليم عن بُعد بأهمية أكبر

- سيكون هناك تضامن عالمي وصداقات أكبر في الجانب الاقتصادي

- سيأخذ العمل من البيت أهمية خاصة للأفراد وأصحاب الأعمال

- تحسن في جودة الهواء نتيجةَ انخفاض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون