كشف العمل عن بعد وجود ترهل وظيفي في بعض الشركات والمؤسسات، كما بيّن عدم الاحتياج لبعض الوظائف، فضلا عن إخفاق المنظومة التقنية في اختيار تطبيقات ومنصات آمنة غير قابلة للاختراق. يقول استشاري الموارد البشرية طلال القرني: إن نظرة أرباب العمل للعمل عن بعد ستتغير - خاصة في الوظائف الإدارية- ولو بشكل طفيف بعد انتهاء الأزمة، مشيرا إلى أن فترة أزمة كورونا ستعيد النظر في العمل عن بعد في بعض الوظائف خصوصا «الإدارية»، كما أنها ستسهم في خلق فرص للشركات وللباحثين عن وظائف في إيجاد عمل عن بعد مقابل فوائد أقل نوعا ما، كأن يعمل الموظف بدوام جزئي بالتالي الراتب أقل، أو تستبعد بدلات معينة مثل بدل المواصلات كونه يعمل في المنزل، وستكون فرصا للشركات للاستفادة من وسائل الدعم المقدمة من الحكومة في حال تم توظيف السعوديين، وكذلك له فوائد بالنسبة للأفراد لأنه سيسهم حينها في الحد من البطالة.

ترقية واستغناء

أكد القرني لـ»الوطن»، أن العمل عن بعد كشف عدم الاحتياج لبعض الوظائف وأوضح لأرباب العمل الحاجة لتكثيف الجهود في بعض الوظائف الأخرى، مما قد يساهم في توضيح جهود الموظفين بشكل أكبر لأن الكل الآن في المنزل والتواصل يعتمد على الموظف نفسه، بالتالي ستظهر مدى كفاءة وإنجاز كل موظف بشكل كبير، وقد يساهم في ترقية موظف والاستغناء عن آخر، كما أوضح القرني أن التحدي الحقيقي في هذه الأزمة هو إيجاد آليات قياس الأداء كي يتم البت بشكل نهائي في أمر (العمل عن بعد) بعد انتهاء الأزمة، وذلك لأن السبب الرئيسي في عدم اعتماد العمل عن بعد سابقا هو عدم ثقة أصحاب العمل في إنجاز الموظف لعمله بكفاءة وهو غير متواجد في المكتب، ولذلك يربط قياس الأداء بالحضور والانصراف.

تقصير في التوعية

حول الضعف التقني الذي واجهته بعض الشركات من حيث التعامل مع التقنية بعد التوجه للعمل عن بعد، أوضح الخبير التقني ثامر الغالي لـ»الوطن» أن الأزمة كشفت عن التقصير في التوعية التقنية وافتقارها لمنصات بديلة للتواصل، كما ستكون هذه الجائحة إنذار خطر وتنبيها للشركات في تدارك هذا القصور والاستعداد لمثل هذه الظروف، مشيرا إلى أن هذا الإخفاق الحاصل للمنظومة التقنية داخل الشركات سيختفي وستعود الشركات بعدها أقوى من ذي قبل، تابع الغالي، أنه ينبغي على الشركات اختيار تطبيقات ومنصات مضمونة ومؤمّنة حتى لا يتكرر ما حدث من تساهل كثير باستخدام منصات غير آمنة وقابله للاختراق مما يشكل تهديدات أمنية على هذه الشركات مستقبلا.

تخفيض التكلفة

قال القرني: إن مشكلة التقنية ذات شقين، الأول خاص بالمؤسسات التي لا تعطي موظفيها كمبيوترات محمولة، وذلك لتخفيض الكلفة مما أدى إلى أن أغلب الموظفين الذين اعتمدوا على الكمبيوتر الأساسي الموجود في مقر العمل لم يستطيعوا العمل عن بعد باستخدام أجهزتهم الشخصية، بسبب أن الأنظمة الخاصة ببعض الشركات لا تعمل على التطبيقات أو الأجهزة الجديدة، والشق الآخر، هو ضعف مهارات استخدام التقنية من قبل بعض الموظفين.

إيجابيات

تغير نظرة أرباب العمل في الوظائف الإدارية

خلق فرص للشركات وللباحثين عن وظائف

العمل بدوام جزئي واستبعاد بدل المواصلات

سيسهم حينها في الحد من البطالة

سلبيات

التقصير في التوعية التقنية وافتقارها لمنصات بديلة

استخدام منصات غير آمنة وقابلة للاختراق

الأنظمة الخاصة ببعض الشركات لا تعمل على التطبيقات أو الأجهزة الجديدة

ضعف مهارات استخدام التقنية من قبل بعض الموظفين