في لحظة الوداع الأخيرة، خصوصا لمن يتوفون بفيروس كورونا، ظهر كثير من القصص المحزنة والمؤلمة على مستوى العالم، ومقاطع فيديو لكثيرين وهم يشكون فراق من يحبون دون أن يروهم.

وفي ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية لضمان عدم انتقال العدوى، فإن المريض لا يحظى بالوقت الكافي لرؤية من عاش معهم حياته، خصوصا أنه لا يعلم ما إذا كانتستتطور حالته، وهنا سيدخل العناية المركزة، آملا أن يخرج منها كي يلتقي بهم مجددا إلا أن ذلك لا يحدث كثيرا، خصوصا مع المرضى الذين تكون حالتهم حرجة جدا.


مرضى العناية المركزة


يقول المشرف على القسم الطبي بدار الرعاية الاجتماعية بالدمام الدكتور نصر الله عبدالله، إن نسبة الحالات الحرجة على مستوى العالم تعادل 4% «21% منهم يتوفاهمالله، والبقية يتعافون من الفيروس»، ومع الأسف فقد العالم 6% من إجمالي المصابين حتى يومنا هذا.

وأضاف، عندما يصل إلى المرضى الذين يحوّلون مباشرة إلى العناية المركزة، يستطيع بعضهم إجراء المحادثة الأخيرة والالتقاء بأهاليهم، وبعضهم يدخل بعزيمة ولا أستطيعوصف هذا الألم المتبادل بين المريض وذويه.

وتابع، نسبة من هؤلاء -للأسف- يموتون ويغسلون بعيدا عن ذويهم، وهذه مشاعر من الصعب أن يعيشها أهل المريض.

وأكد عبدالله أن المرضى الذين يصلون إلى مرحلة حرجة، وتوضع عليهم أجهزة التنفس، فمن الصعب أن يتصلوا بأسرهم أو يروهم، وهناك من يتوفى منهم، وهنا تظهر آلامالفراق على ذويهم، فهم لم يتمكنوا من إلقاء النظرة الأخيرة عليه، ولا يستطيعون حتى استقبال المعزين.


عزلة الموت

يقول أخصائي الإرشاد النفسي حسين جليدان، إن بعض المرضى يعيشون ما يطلق عليه «عزلة الموت»، سواء كان في المستشفى أو حتى خارجها، فالمتوفون بهذاالفيروس لا يمكن رؤيتهم من قِبل ذويهم وأصدقائهم في المستشفى، ولا يمكن حتى أن تقام لهم المراسم الجنائزية، بسبب قيود الحجر.

وأكد أن مآسي هذا الفيروس أن يمر الحداد في عزلة، ويتحمل أهالي المفقودين الصدمة وحدهم دون مشاركة الأقارب والأصدقاء، ودونما جنازة تليق بأحبائهم، بل إنبعضهم قال، «لم يعد يفجعنا الموت بل بات حلمنا دفن موتانا ونحن لا نستطيع رؤيتهم أو زيارتهم في ظل الحظر الحازم».


الألم في آلية الدفن

أوضح المرشد الاجتماعي علي آل عقيل، أنه من المؤلم على الإنسان أن يكتشف إصابته بفيروس كورونا، ويكمن الألم في المعاناة التي سيسببها لمن خالطهم بشكل عام، إذ قد يكون نقل العدوى لأبرياء بسبب إهماله أو تهاونه، وكذلك المعاناة لعائلته ومن حوله، علاوة على ذلك الحرمان منهم ومن رؤيتهم ومُراعاتهم.

وأضاف، المعاناة الأكبر تكمن في لو آلت الحالة إلى مرحلة الخطورة والوفاة -لا سمح الله- فلن يودّع أحبابه، وكذلك المعاناة التي ستؤول بعد ذلك عند استلام الجثمان،وآلية الدفن التي بالتأكيد لن تكون عادية وطبيعية.


كيف يودّع الناس مرضاهم في العالم

السعودية: توفر لأسرة المريض خدمة الاتصال المرئي للمشاهدة والاستماع فيما بينهم، بينما يحضر مراسم الدفن عدد من ذويه خلال غسله ودفنه، ولكن من مسافهبعيدة، ومتقيّدين بارتداء الملابس الوقائية.

العراق: يلقون النظرة عليه من مسافة عدة أمتار، مع ارتدائهم الملابس الوقائية

الصين: من وراء زجاج مقوّى، يتم إلقاء النظرة الأخيرة، ووداع المتوفى

إيطاليا: يمنع إلقاء النظرة الأخيرة على الجثمان أو حتى مواراة الجثة، ويكتفى بإرسال صورة للأسرة

أمريكا: يتم إلقاء النظرة الأخيرة عبر نافذة صغيرة من بعيد، وخلال مراسم الدفن يتم السماح لـ10 أشخاص، بمن فيهم القائمون على الدفن

اليابان: يسمح لهم بالتواصل مع المريض قبل رحيله عبر الاتصال المرئي

معظم دول أوروبا يكتفون بالصورة الأخيرة للمتوفى

معظم الدول العربية تسمح لذوي المتوفى بإلقاء النظرة عن بُعد، والمشاركة في مشاهدة عملية الغسل


إجراءات للتعامل مع جثمان متوفى كورونا

لا يسمح لأهل المتوفى بالمشاركة في تغسيل الجثمان أو الدفن

يراعى أن يبعد القبر عن مصادر المياه الجوفية أكثر من 50 مترا

يغسل الجثمان في المستشفى، ثم توضع الجثة في كيس مزدوج، وفقا لضوابط معينة

تنظيف كل المعدات والأسطح وألواح حمل الجثث بعد نقل الجثمان